عبدالله الإرياني متتبعا الثاني من ديسمبر بين دعوتي الزعيم والعميد
- الساحل الغربي، كتب/ عبدالله الإرياني:
- 07:14 2020/12/01
الثاني من ديسمبر.. فلسفة ثوابت وانتفاضة وطن
كل عمل ثوري له فلسفة ومرجعيات ونهج وأهداف خاصة، كذلك هي انتفاضة الثاني من ديسمبر الخالدة، ليست وليدة اللحظة أو مجرد تحصيل حاصل.
فالانتفاضة أتت كصيرورة وامتداد لنضال شعب عانى لما يزيد عن الألف عام، جور وتجبر ورجعية فكر سلالة هبطت بظلالها على شعب اليمن ومارست بحقه شتى صور التنكيل، لا لشيء لكن لادعاءات نسب باطلة وولاية لم ينزل الله بها من سلطان.
استطاع شعب اليمن بمحطات عدة القضاء النسبي على سطوة تلك السلالة المدعية زوراً نسبها للرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، وحكم الأمة بالحديد والنار انطلاقاً من ذلك.
وكانت آخر تلك المحطات مع بزوغ فجر ثورة 26 سبتمبر المجيدة، التي أنهت حكم الإمامة ودخل معها الوطن والشعب اليمني مرحلة الإخاء والتسامح، وشيدت المنجزات كترجمة عملية لأهدافها المباركة.
فكان من مخرجاتها، أن عبدت الطرق وشيدت المدارس والجامعات، ونال المواطن حظا وفيرا من الحقوق الخاصة والعامة، التي سلبت منه في ظل حكم الإمامة ودعاة الحق الإلهي.
فانفتح المجتمع على بعضه، ورفدت مؤسسات التعليم نخبا وكوادر عملت بجد واجتهاد على دفع عجلة التنمية قدما وشهد اليمن بعد عزلة تامة، انفتاحا سياسيا واقتصاديا على محيطه العربي والقومي إقليميا ودوليا.
عاش اليمنيون خلال 68 عاما من عمر ثورة سبتمبر المجيدة، باخاء وتسامح تحت مظلة الجمهورية وقبة الوطن، تصالح مع نفسه ومع تلك السلالة التي تجبرت عليه حقبات عدة، وبسماحة اليمنيين وهم ألين قلوب وافئدة، ظنوا ان ما تبقى منها قد استوعب الدرس وامن بالعيش المشترك، وتخلص من افكاره الرجعية وادعاءاتها، واصبح مواطنا صالحا مؤمنا بكل مكتسب حقق وامينا عليه.
لم يدرك اليمنيون بعفويتهم طيلة تلك الأعوام، ان اذيال الامامة تخطط للانقلاب على كل ما حقق وتحقق في عصر 26 سبتمبر، فكانوا يفرخون ويؤهلون ابناءهم لزرعهم باوساط المجتمع ومؤسسات الدولة، لاختراقها واستقطاب تحالفات داخلية وخارجية، تمهيدا لساعة صفر وضعها مجلس سلالتهم السري.
ظن اليمنيون بشقيهم السياسي والمدني أن ثلة تلك السلالة القادمة من صعدة إلى صنعاء تحمل مظلومية حقة، ففتحوا لها اذرعتهم، وظنوا ايضا أن القبول بها بالاوساط الاجتماعية والسياسية سيعزز من تماسك المجتمع ومؤسسات الدولة ويرسخ الهوية الجمهورية، وبانها تحمل مشروعا وطنيا، فرحب بهم.
لكنها مجددا رمت بظلالها بذات عقلية اسلافها على اليمن وشعبه، وانقلبت على كل شيء، ولم تذر شيئا إلا ونكلت به، دمرت المؤسسات، ونهبت الحقوق العامة والخاصة، ووضعت استراتيجية تجهيل الشعب وحرقة بمحارق حروبها العبثية، ومازالت حتى اللحظة تنكل اشد تنكيل لا لشيء انما انتقاما من ثورة التنوير 26 سبتمبر.
اعطى شعب اليمن وزعامته السياسية تلك السلالة الفرصة تلو الاخرى علها تعود لصوابها، لكنها بغرورها السلالي ونظرية اصطفائها الالهي المزعومة، استمرت بغيها وآلبت على الوطن والشعب، حروبا لم تأبه معها لأي معاناة أو أي دمار لحق باليمن واليمنيين.
فكان لا بد من موقف تاريخي تجاه ممارسات الميليشيات التدميرية الممنهجة، ولا بد من رادع يردعها ويخلص اليمنيين من مخططها المستورد، انقاذا لما تبقى من منجزات 68 عاما، فكان الانتفاض بوجهها ضرورة ملحة في حسابات القوى الوطنية التي لها الفضل الكبير بتحقيق كل ما انجز لليمن على مدى مايزيد عن 33 عاما.
هنا رأى زعيم اليمن الخالد وباني نهضته الحديثة على عبدالله صالح وامنيه المخلص عارف الزوكا ورفاقهما المخلصون، استشعارا منهم بالمسؤولية تجاه سيادة الوطن واستقلال المواطن وحماية المكتسبات الوطنية، انه لا بد من وقفة جادة بوجه ميليشيات إيران الحوثية ومن اليها، وبضرورة الانتفاض بوجه مخططاتها الرامية لعزلة اليمن مجددا عن محيطه العربي، لجعله حديقة خلفية لنظام إيران الفارسي.
فدعا زعيم اليمن في الثاني من ديسمبر 2017 للانتفاض بوجه ميليشيات ايران، فانتفض وإلى جواره المخلصون من احرار الوطن، وكان فجر ديسمبر وبالا على الميليشيات، ارعب كيانها واعاد لذاكرتها ثورة 1962 التي اقتلعت حكم اسلافها، فحشدت الميليشيات كل مرتزق وعميل في صفوفها وخاضت معركة ضد اليمن الجمهوري، وقدم الزعيم الخالد ورفاقه اروحهم رخيصة في سبيل الوطن، وبدمائهم الزكية رسموا خارطة طريق الخلاص الوطني من قبضة رجعية كهوف صعدة.
ظن الحوثيون انه باستشهاد الزعيم يكونون قد قضوا على انتفاضة الوطن الجمهوري، وراهنت الاجندة عابرة الحدود على فشل الانتفاضة واخمادها في العاصمة صنعاء، وقللوا من شأن افرازاتها الوطنية، فكانت الطامة الكبرى بانتظار الميليشيات، التي صعقها ظهور العميد طارق صالح سالما، وارتعدت فرائصها لدعوته الوطنية للاتحاق بقافلة الانتفاضة والنضال اليمني.
نعم... ظهر العميد طارق واطلق دعوته فما كان من الابطال الا أن هبوا تلبية لنداء الوطن، فتشكلت وحدات حراس الجمهورية واعلنت انطلاق عملياتها، وبدءاً من معسكر خالد جابت المواقع الحوثية تسقطها الواحد تلو الاخر، وعلى امتداد رقعة الساحل الغربي، انطلق الحراس ورفاق سلاحهم الوية العمالقة، والتهامية والزرانيق، فطوت قوافلهم المسافات، حتى طرقوا ابواب الحديدة، ولولا التدخل الاممي الممنهج، لكانوا اليوم يحصدون رؤوس الميليشيات في العاصمة صنعاء.
إذن هي ديسمبر الخالدة، اصالة الهوية اليمنية ومعاصرة نهجها التحرري، وهي انتفاضة الزعامة صيرورة النضال اليمني، وهي الحل الجذري للخلاص من سطوة الكهنوت ومخططات الاجندة المستوردة، لانتزاع هوية اليمن وسيادة الوطن واستقلال المواطن، من قبضة سلالة لا تؤمن الا بنفسها وبلغة القمع والتجهيل والجهل والتخلف.
ومع حلول الذكرى الثالثة لانتفاضة ديسمبر، ندعو شعبنا العظيم للالتزام بوصايا زعيمه الخالد، واللحاق بجيش الجمهورية ومقاومتها الوطنية، انتصارا لمظلومية الوطن والمواطن، ولتخليص الاجيال القادمة من عبودية تلك الميليشيات.
وبهذه الذكرى نجدد العهد للوطن وللزعيم الخالد وتضحيات رفاقه المخلصين، بالسير على خطاهم والالتزام بوصايهم، كما نجدده لعميد الثائرين وركن النضال اليمني طارق محمد عبدالله صالح، على العهد مهما تكالبت علينا الظروف، وبأنا معه خطوة بخطوة حتى نبلغ هدف مقاومتنا الوطنية، ونحرر الوطن والمواطن من عصابة الكهوف، واستعادة سيادته واستقلالة.
الرحمة والخلود للشهداء... الشفاء العاجل للجرحى... النصر لقضية امتنا... ولا نامت أعين الجبناء صهاينة الفرس.
اقرأ للكاتب: