استكهولم وبريطانيا وحديدة البحر الأحمر

06:01 2020/11/16

بالأمس ‏أعطت بريطانيا حكم تهامة كاملة لحليفها محمد الإدريسي، واستأثرت لنفسها حكم الحديدة لأهميتها الاستراتيجية، كيف لا وهي دولة استعمار تنظر بعين المكاسب الجغرافية لا بعين الأحجار والرمال والصحارى.
 
فالحديدة، وبالإضافة لعدن، كانت تشكل عند الانجليز صماماً آخر لمخططهم الاستعماري، إلا أن ثورة 26 سبتمبر أنهت ذلك الاستحواذ، وانتزعت منها امتيازات تمتعت بها، آنذاك، بعد تفاهمات مسبقة مع حكم الإمامة قبل أن تسلمه المدينة.
 
اليوم وكامتداد وذيل لحكم الإمامة، قدمت ميليشيات الحوثية كأسلافها الإماميين، تنازلات لبريطانيا ثمناً لبقائها حاكمة على صنعاء، ومكنتها من امتيازات سبق وأن خسرتها مع بزوغ فجر ثورة 26 سبتمبر 1962 المجيدة.
 
فهل عرفتم يا معشر اليمنيين لماذا هرولت بريطانيا إلى مجلس الأمن تقدم مبادرتها؟!!! ليس كما تدعي حججها المعلنة أنها لدواعٍ إنسانية، إنما إنقاذ للميليشيات، وبالتالي إنقاذ للامتيازات التي حظيت بها، فكان عليها أن تسارع كي لا تخسرها مجدداً، مع وصول جحافل القوات المشتركة للمدينة وتحريرها.
 
نعم سارعت بذلك من أجل أن تحول دون تحرير الحديدة، وعملت جاهدة على تحصين الحوثية باتفاقية هزلية عرفت باستكهولم، فما لبثت أن نقضها الحوثيون قبل حتى أن يجف حبرها.
 
إذن، هي الحديدة معشوقة بريطانيا الأزلية، وهو غريفث طفيلي دولة الاستعمار وعراب استكهولم، ولوجستيك ميليشيا الحوثية وأخواتها.