من الساحل الغربي... قافلة وطن

11:47 2021/02/27

لا شك أن قافلة الساحل الغربي المسيرة إلى مأرب حملت رسائل عدة، إضافة إلى مؤشرات ودعوات وطنية صادقة، ناهيك عن وقعها المزلزل على طرف الميليشيات التي أصابتهم بمقتل.
 
لم تكن مجرد قافلة غذائية وحسب، بل شكلت جسرا وطنيا لم تعهده جبهات النضال الجمهورية منذ اندلاع الحرب مع ميليشيات إيران الحوثية، فهذه القافلة كسرت حاجز القطيعة بين أطراف اللون السياسي اليمني.
 
وحملت مع أشرعتها أماني وآمال وحدة الصف والهدف والمعركة، فأثبتت للجميع بأن اليمنين أقوياء إذا ما لم شملهم ووحدت صفوفهم، حقيقة كان لها وقع الصاعقة على قلوب الميليشيات فأربكت حساباتهم واوراقهم، وأثارت مخاوفهم من وحدة الصف، التي طالما بتمزقه راهنت على استغلاله لابتلاع الوطن وشعبه.
 
إن مشهد التلاحم الوطني المهيب ذاك، حمل أهم الرسائل اليمانية، التي ارتعب لها العدو وادرك استراتيجيتها وخطورتها على مشروعه الرجعي، ايضا رسم لوحة نصر لو أدركت حكومة الشرعية ودول التحالف ابعادها، لاختصرت الكثير والكثير من الأرواح والجهد والوقت والمال.
 
رسالة استراتيجية مفادها بوحدة الصف الوطني سننتصر وستحجم الميليشيات، وعند ذاك ستجبر بالجلوس على طاولة التفاوض اليمني _ اليمني، أو انها ستضمحل وتبدأ بالانحسار المتسارع حتى تتلاشى وتختفي من المشهد إذا ما ركبها غرورها السلالي.
 
على جميع المكونات السياسية اليوم ادراك اهمية قافلة الساحل الغربي ورسالتها الوحدوية، ايضاً عليها تلمس ردات فعل الميليشيات التي بدت عاجزة تتخبط على كافة الاصعدة، وبدت تهذي منصاتها الاعلامية بترهات انتصارات، فقط لحرف انظار الرأي العام المحلي عن تأثيرات القافلة، لكن ودون جدوى منها، قد وصلت الرسالة إلى كل بيت وكل قوة يمانية.
 
على حكومة الشرعية اليوم وتحالف دعم الشرعية، أن يدركوا أهمية وحدة الصف اليمني، وبأنه حل ناجع واستراتيجي في معركة الخلاص، للقضاء على ميليشيات الحوثية واستعادة الوطن ومؤسساته السيادية، وعليها أن لا تراهن على تلك الحلول الممنهجة، فلا حل لأزمة اليمن إلا بوحدة وسطه وصفه اليمني.
 
قطعاً أثبتت قافلة الساحل الغربي نجاعة حل وحدة الصف، حيث اربكت الميليشيات ولخبطت اوراقها، وبأن حلول ازمات الاوطان لا تأتي إلا من أوساطها، وعن تلك المبادرات عابرات القارات فلن تفضي إلى حلول وطنية سيادية، فهي مجرد حلول مصدرة إلى الداخل، مضبوطة بإيقاع طموحات ومصالح متبنيها، وجميعنا يعلم مرجعياتهم منذ الازل ليس فقط من اليوم.
 
علينا فقط أن نستشعر مسؤولياتنا تجاه وطننا وشعبنا، وتجاه الساحل الغربي ومأرب باعتبارهما جبهتين صادقتين، أرهقتا العدو وكبدتاه خسائر فادحة على المستوى الميداني والسياسي وكذا الاقتصادي، وهزت اركان عقيدته التي بدت تتجلى للشعب اليمني فبات مدركا حجم التحايل والزيف المروج للتغرير على وعيه العام المحلي.
 
إذن... وحدة الصف وواحدية الهدف والمعركة وحدهما، حل ناجع لمآسي اليمن واليمنيين وهذا ما اثبتته قافلة الساحل الغربي، واستشعره العدو قبل الصديق، البعيد قبل القريب، الغريم قبل الحليف، فبوحدة الصف سننتصر، وسنتمكن من اعادة بوصلة الوطن اليمني إلى حضنه العربي، نعم قد نختلف ونتباين وهذه ظاهرة صحية، يجب أن نعمل على الاستفادة منها، لا أن نسمح بتحولها إلى خلاف يسعى منه العدو لتعميق عوامله واستثماره بمعركة مصادرته وطننا لصالح قوى توسعية رجعية.
 
شكلت قافلة الساحل الغربي أما للقوافل ولطموحات النصر المؤزر، ويجب أن نكون عند حجم رسالتها الوطنية المقدسة، وأن نكون عند قدر مسؤولية الأهداف والطموحات التي حملتها.
 
أخيراً.. شكرا ساحل الوطن الغربي.. شكرا قيادة القوات المشتركة.. شكرا مأرب الحضارة والصمود، ولا عزاء لدعاة التفرقة والتشرذم، ولا نامت أعين الحبناء.