العميد ومَارشَال الساحل الغربي
- كتب: ابراهيم الأهدل
- قبل 16 ساعة و 14 دقيقة
بدءًا حمدًا للَّه على سلامة العميد طارق صالح وتمنياتنا بالشفاء التام له، وبعد: وأنت تطالع الأخبار العامة لبلادنا الحبيبة (اليمن المكلوم)، وتصولُ بناظريك وتجول بين الرُّكام الهائل لأخبارها التي لا تسُر، ينبعث لك خبرٌ متوهجٌ تجذبك أضواؤه وتشدُّ انتباهك تفاصيل أحداثهِ ليجعلك عقِبَ مطالعته سعيد الملامِح مُنشرحَ الصَّدر، فما دواعي تلك السعادة والانشراح؟
لا شك أنّ جوابَ ذلك هو بشاراتُ الخير المتدلية من شجرة الإنجازات التنموية المغروسة في جغرافية الساحل الغربي، والتي تطالعنا وسائلُ الإعلام المتنوعة في كل برهة زمنية قصيرة وقصيرة جدًا بمعطياتها وتفاصيلها المتجددة عبر تَصَدُّرِها بأخبارٍ عنها مطلعها: تم افتتاح... وتم إنشاء... وتم دعم... وتم وضع حجر الأساس لهذا المشروع وتم الانتهاء من ذاك المشروع وتم اعتماد تلك المشاريع، فترى نفسك -بعد عقد من اختفاء تلك المصطلحات البنيوية- أمام مشروع متكامل مدروس بدقة لتنمية تلك البقعة المباركة من الأرض الطَّيبِ أهلُها.
أمام ذلك تنبري الأقلامُ وتتسابقُ، امتثالاً لحديث: "من لا يشكر الناسَ لا يشكر الله" لتسطّرَ حروفَ شكرِها وتقديرها إلى صانع تلك المنجزات الخدمية الراقية والاستراتيجية العظيمة في منطقة الساحل الغربي، وما أكثرها ومنها على سبيل المثال لا الحصر: (المجمع التعليمي بحيس - المجمع الطبي بالخوخة) اللذان باتا اليوم جاهزين في وقت قياسي سابقت لبناتهما عقارب الزمن متجسدين في الواقع ماثلين أمام عيون المواطنين كدليلٍ على مصداقيةِ متبنيها.
وقبل يوم واحد فقط تم وضع حجر الأساس لمشروع الطاقة الكهربائية للمديريتين ذاتهما بقدرة إجمالية بلغت 20 ميجاوات مناصفة بينهما، وكذا الإعلان عن تمويل إنشاء مبنى جامعة الحديدة والبدء في تنفيذه الفوري على أرض الواقع وذاك كان حصيلةَ خبرٍ أُعلِن قبل بضعة أيام خلَت، ومن قبلُ تشييدُ المدارس وتحسينُ بعض البُنى التحتية وتوفيرُ الرواتب والمساعدات المادية للكادر الوظيفي، ومن بعدُ ستتوالى سلسلة مشاريع تنموية تأخذ ترتيبها وأولويتها في خارطة التنفيذ التي أعلنَ عنها رائدُ مشروع مارشال الساحل الغربي (العميد طارق صالح).
إزاء ذلك تأبى الكلماتُ إلا أن ترتصَّ لِتنظمَ عِقدًا من جُمَل الثناء والمباركة لجهود التنمية التي يقودها العميد في مختلف نواحي الحياة؛ لتذليل وتسهيل سُبُل العيش الكريم للمواطنين، جهودٌ بتنا نراها منجزًا متحققًا على أرض الواقع، لا يبتغي العميد من ورائها جزاءً ولا شكورًا، إلا أداءً لواجبه الأخلاقي، وإحساساً منه بالمسئولية كرجل دولة يتربّع في هرمها نائبًا لرئيس مجلس القيادة، والتزاماً أدبيًا يفرضهُ عليه منصبهُ وموقعهُ كقائدٍ للمقاومة الوطنية ورئيسٍ لمكتبها السياسي، مناصِبُ متعددة أعلَت من قدر الرجل أكثر ليزداد معها اهتماماً وتفاعلاً أكبر، وحقيقةً لا تكاد تغيب شمسٌ من انتهاء مشروع تنموي إلا لتعاودَ إشراقها مجددًا بمشروع آخر، وذاك هو عين الإبهار، أما الأشد منه فهو رؤية العميد بشخصه في ميدان العمل متفقدًا عن كثبٍ وقربٍ لَبِنات بناء الدولة الحديثة ومتابعاً عجلة المنجزات وحركتها المسرعة في زمن قياسي لتغيَّر ملامح المنطقة، مستهدفةً التعافي من مخلّفات الحرب وحطامها وما أسفرت عنه من شللٍ بل نسفٍ تامٍ لكافة الخدمات في مختلف نواحي الحياة التي توقفت معها حياة البشر القاطنين مديريات الساحل الغربي، بل قل معظم أنحاء اليمن.
اليوم تتجهُ الأنظارُ صوبَ الانجازاتِ العظيمة التي طرَّزتها ووضعت لَبِناتها أيادي العميد طارق صالح - بدعم لا محدود من دولة الإمارات العربية - في مديريات الحديدة، كما اتجهت من قبل تلك النظراتُ المندهشة إلى مديرية المخا التي صارت درةً متلألئةً بفضل الانجازات المتحققة فيها، إنجازاتٍ أعادت نبضَاتِ الحياة إلى جثمانها المسجَّى طيلة العقد المنصرم وأبرَزَتها كنموذجٍ تنمويٍّ رائدٍ تجلَّتْ فيه روح الدولة الطموحة من خلال مقوماتها المادية الممثلة في: مطارها الدولي ومينائها الحيوي ومنشآتها الطبية ومراكزها الصحية ومجمعاتها التعليمية ومؤسساتها الخدمية وهيئآتها الأمنية والعسكرية وتحديث وتطوير شامل لبناها التحتية.
لقد باتَ التاريخُ اليوم يسطِّر وبفخرٍ ما آلتْ إليه مديريات المخا، الخوخة وحيس (مناطق الساحل الغربي) ويستدعي شبيهاً لواقعِها اليوم من إرشيف ذاكرته المخبوءة في غابر الزمن، ليقودَه ذلك الاستدعاء إلى مماثلته بل مقاربته بـ(مشروع مارشال) المُعلن عنه عام 1947م من قبل وزير الخارجية الأمريكي يومها جورج مارشال - ورئيس هيئة أركان جيشها الأسبق- الذي كرس ذلك المشروع لخدمة أوروبا وتعافيها اقتصادياً وتنموياً عقِبَ الحرب العالمية الثانية التي حطمتها وأنهت كل مقوماتِ الحياة فيها وجعلتها أثرًا بعد عين، لتعودَ عقِبهُ نموذجاً فريدًا مبهرًا لنا حتى اليوم بفضل مشروع مارشال الذي نجح في انتشال (أوروبا ما بعد الحرب) وتغيير المعادلة فيها لصالح تنميتها وازدهارها، وأضحى مضربًا للمثل والمباهـاة.
ختاماً، تحية للعميد طارق صالح على سقف طموحاته العالية النبيلة التي عبَّد الوصول إليها بطائفةٍ من الانجازات المتحققة بالفعل وأخرى تنتظر دورها للتنفيذ، ليخلقَ مشاعرَ الفرحة ويُعلي منسوبها في قلوبِ أبناء السّاحل الغربي، ولتستمر شعلة الأمل والتطلعات مضيئةً لديهم ولدى كافة اليمنيين، آمالٌ وتطلعاتٌ مشروعة أذكاها سيادة العميد بمشروعه التنموي الطموح الذي بدأه في رقعة محدودة من بلادنا الحبيبة، لِيغدُوَ اليمنيون معهُ متطلعين لمشروع مارشال اليمن (بجغرافيتهِ الشَّاملة)، وبنجاحٍ يوازي نجاحَهُ في جغرافيةِ السَّاحل الغربي.