براءة للذمة وقولاً للحقيقة كي لانبيع الوهم للناس

قبل 12 ساعة و 29 دقيقة

 
بكل إخلاص ومحبة، وبكل صدق مع النفس، وبكل تجرد لكلمة الحق، أخاطب قيادتنا في الشرعية ممثلة بالأخ الرئيس الدكتور رشاد العليمي وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي والأخ رئيس الحكومة والأخوة الوزراء وأيضا رئاسة وأعضاء مجلسي النواب والشورى 
وكل من تحمل على عاتقة مسؤولية.  
أخاطبكم كمواطن يمني بعيداً عن المسميات والألقاب بألطف أسلوب مما يتداوله الشارع، الأقل حدة والأكثر تقديرًا لجهودكم، ولانتمائكم الوطني الجمهوري، فلا يزال عندي أمل كبير في الوقت الذي فقد فيه الكثيرون الأمل.
نقولها لله ثم للتاريخ
أولاً: تدركون تماماً أن جماعة الحوثي الإرهابية من خلال منطلقاتها الطائفية وتاريخها الحافل بنقض العهود، غير مؤهلة لأي شراكة في عملية سلام حقيقي، ولا يمكن أن تدخل في تسوية، وهذا يقين الجميع لما خبرناه خلال عقود مضت من تجارب مريرة، وقد كان الحوثيون أقل إمكانيات، وأضعف موقفًا، فكيف وقد شعرت الآن أنها تفرض كافة شروطها، فالسلام الآن بالنسبة لها هو أن يقبل الجميع الاستسلام لها، وتفويضها بما تحت يدها، وإعطائها بقية ما تحت يد الشرعية سيادة واقتصادًا ومؤسسات وغيرها. لن يقبل الحوثي بأقل من تلك المكاسب مهما سعيتم يا قيادتنا أو سعى الإقليم والعالم لتحقيق اختراق ما نحو السلام العادل وفق المرجعيات. ولذا فإن يقين الشعب وكافة ومكوناته أن السلام مع هذه الجماعة شبه مستحيل. 
-ثانياً: لقد أصبح مملاً ولم يعد مقبولاً أن تتكرر على مسامعنا مقولة (إننا نتعرض لضغوط) وتحول هذا المبرر لمجرد شماعة لم تعد مقبولة للناس فالناس يريدون واقعاً، الناس تبحث عن قيادة فذة تاريخية تحتال على كل الضغوط، وتتصرف كقيادة مسؤولة على 45 مليون ينتظر منها أن تحدث خلاصًا، لا أن ترمي باللائمة على الضغوط، مهمة القيادة أن تحول تلك الضغوط إلى حجج وتعلن كل ما تتعرض له وتشرك الشعب بكل الحقائق، ليقوم الشعب نفسه بالدفاع عن حقه.
-ثالثاً: لازالت جماعة الحوثي الإرهابية تمارس جرائمها في ظل صمت دولي بكل أسف وآخرها الجريمة الكبرى المتمثلة باختطاف الطائرات ومنع عودة الحجاج اليمنيين، وبكل أسف جل إمكانياتنا في الرد على هذا الإجرام تجسدت بحزمة من البيانات والهاشتاق والتغريدات وهذا يتحول أحياناً إلى مهزلة أكثر من كونه تسجيل موقف، أورد يفضي إلى معادلة الصراع. 
-أخيراً: فإن الحقيقة المرة التي لابد من قولها وقد سبق أن قلتها في كل المنصات التي أتيح لي الحديث فيها، أو وسائل الإعلام المختلفة التي استُضفت فيها، وهي أن الخيار العسكري في التعامل مع جماعة الحوثي هو الخيار الوحيد والناجح. وهو إن لم يوقف عبث هذه الجماعة فهو سيخلق توازنًا قويًا، خاصة أن الكتلة السكانية الأكبر في اليمن تقع في مناطق سيطرة هذه العصابة ويعيش الناس هناك أشبه بالسجناء في سجن كبير، ويتعرضون لاستهداف الحوثي فكرياً باستخدام القوة لفرض أفكار الولاية الكارثي، كما يستهدف العملية التعليمية لإحداث تغييرات بنيوية فكرية وعقيدة في الجيل القادم، ينتمي لفكرة العبودية (الولاية) الفكرة المدمرة للجغرافيا اليمنية ويمتد أثرها الكارثي على كل جيران اليمن. 
ولذا فإن خيار الحرب والذهاب لتحريك الجبهات هو الضامن الحقيقي لانتفاضة داخلية حقيقية، فحين يشعر الناس أن الجيش تحرك وأن القوة بدأت تفرض نفسها فالانتفاضة قادمة والشعب اليمني في حالة كبت ينتظر اللحظة التي تتحرك فيها الجبهات في كل المحافظات بقوة وحسم، ليقوم بمساندة الدولة لاستعادة الوطن المختطف. 
هي رسالة اعتمدت فيها على الوضوح، أخاطب فيها المعنيين في قيادة اليمن، هذه القيادة التي نحن معها في كل الظروف، وبيدها أن تسلم اليمن للإمامة إلى حين، وتحمل هذا العار إلى الأبد، وبيدها أن تجترح حدثًا تاريخيًا تحوليًا، يعيد اليمن الكبير إلى مساره التاريخي الجمهوري الأبهى والأعظم.
قلتها براءة للذمة وقولاً للحقيقة فقد والله بلغ بالناس الوجع مبلغاً لا يحتمل.
والله من وراء القصد 
تحية سبتمبربة لكل الأحرار وعلى أمل كبير أننا على موعد قريب مع النصر