مدافع الانقلابيين تسكت مدفع علي حمود في تعز
- تعز، الساحل الغربي، محمد سعيد:
- 12:34 2021/04/16
"دفِّع دفِّع يا علي حمود، مرتك جاوع تشتي شفوت"، بهذه الأهازيج كان أطفال تعز يصدحون من على سطوح منازلهم وحاراتهم قبيل أذان المغرب كي يطلق علي حمود قذيفة مدفعيته حتى يفطر أهل المدينة، ويستخدم المدفع كأسلوب إعلان عن موعد الإفطار وإخبار العامة بالموعد.
ارتبط اسم المدفعي الشهير علي حمود بمدفع رمضان، والذي لا يفطر أبناء تعز إلا على دويه، حيث يقع المدفع الرمضاني في قرية الكريفة بجبل صبر والذي يعلو قلعة القاهرة التاريخية المطلة على المدينة، وهو موجود فيها منذ ما يقارب 38 سنة، ويرجع المدفع إلى فترة التواجد العثماني في اليمن، حسب ما تقول المصادر.
كان مدفع علي حمود يدوي حتى يسمع صوته كل القرى المجاورة لمدينة تعز، ويستخدم للإعلان عن موعد الإفطار في ظل غياب الوسائل الحديثة للإعلان عن موعد الإفطار، حيث كان يتم استخدام المدفع لذات الغرض، وهو تقليد توارثه المسلمون جيلاً بعد جيل، ويعد مدفع مدينة تعز من الطقوس الرمضانية المحببة لقلوب ساكني المدينة.
ظل مدفع رمضان مرتبطاً بمشاعر وأحاسيس أبناء مدينة تعز لسنوات باعتباره موروثاً تعزياً، ظل يعمل المدفع حتى اندلاع الحرب، حيث اشتهر مدفع علي حمود بهذا الاسم نسبة للمدفعي علي حمود والذي كان مسؤول المدفع، وظل يعمل فيه حتى توفي منذ ما يقارب 30 عاماً، غير أن ذاكرة أبناء تعز لا تزال ملتصقة بعلي حمود.
بداية مدفع تعز الرمضاني (مدفع علي حمود) كانت في أكمة العكابر، في منطقة العرضي، ثم نُقل بعد ذلك إلى قلعة القاهرة، وأخيراً إلى منطقة الكريفة بجبل صبر، حيث تم نقله إلى هناك عام 1983م.
يقول طيب رشاد (صحفي)، "الروايات التاريخية تقول إن أصل مدفع رمضان هو من جلبه الأتراك حين غزوا منطقتنا العربية ومنها اليمن، فظل المدفع الرمضاني عادة ترتبط برمضان"، مضيفاً "في تعز، وهي جزء من الحالة اليمنية، فقد ارتبط مدفع رمضان بعلي حمود، وهو الشخص الذي كان يطلق صوت المدفع إيذانا ببدء رفع الأذان في مدينة تعز، ومن هنا ارتبط الإنسان التعزي بمتلازمة (دفع دفع يا علي حمود... مرتك جاوع تشتي شفوت)، راجين من علي حمود إطلاق صوت المدفع للإفطار، وهكذا ظلت الأجيال تردد هذه المقولة حتى يومنا هذا".
ويضيف طيب رشاد، "مع بدء طبول الحرب منذ العام 2015م توقف مدفع رمضان وعلت أصوات المدافع والقاذفات والصواريخ والقنابل طوال السنة، ولم يعد لمدفع رمضان سوى مقولة دفع دفع يا علي حمود، ولكن دون سماع صوت المدفع الرمضاني".
خلال حرب الانقلابيين الحوثيين التي عصفت بالبلاد وكان لمدينة تعز نصيبها الكبير في هذه الحرب توقف مدفع علي حمود لوجود مدافع لا تقبل سوى الدم، غير أن الأهازيج التي يرددها الأطفال لا تزال باقية رغم وفاة علي حمود قبل عقود، وبحسب ما أضاف طيب رشاد "أجيال ظلت تردد هذه المقولة حتى بعد وفاة علي حمود، حتى أطفال تعز الذين ولدوا في زمن الحرب وما قبلها لا يعرفون شيئاً عن مدفع رمضان وعلي حمود غير المقولة المتداولة، لكنهم يعرفون جيداً أصوات الحرب وأدواتها".
مدفع علي حمود ظل لسنوات طويلة ينبه ساكن مدينة تعز بأوقات الإمساك والفطور، غير أن مدافع الانقلابيين أوقفت هذا المدفع الصديق للمواطن، والذي يعد أهم أسباب توقفه منع الجهات الحكومية في تعز القائمين عليه من استخدامه خوف قصف الحوثيين المتمركزين في الحوبان، بالذات والمدفع يقع في حي سكني بقرية الكريفة أعلى مدينة تعز.