منع أكاديميين واتهامات بالتحرش الإداري.. ماذا يحدث في فرع الطالبات؟
- الساحل الغربي - خاص
- قبل 10 ساعة و 21 دقيقة
شهدت جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء حالة من التوتر، إثر منع عدد من أعضاء هيئة التدريس من دخول فرع الطالبات بحجة ارتدائهم ملابس اعتبرتها الإدارة الجديدة "غير لائقة"، في خطوة أثارت غضباً واسعاً داخل الحرم الجامعي.
أكدت مصادر مطلعة أن حراس الجامعة، تحت توجيهات من عدنان إسماعيل الوادعي، مدير مكتب رئيس الجامعة المعيّن من قبل المليشيا الحوثية، رفضوا السماح لعدد من الأكاديميين بالدخول بسبب ارتدائهم بناطيل الجينز والقمصان، ما أدى إلى إلغاء بعض المحاضرات وتعليق التدريس في عدد من الأقسام احتجاجاً على ما وصفه الأساتذة بـ"الإهانة والتعسف".
وأعرب أعضاء هيئة التدريس عن استيائهم من هذا الإجراء الذي وصفوه بأنه تدخل في شؤونهم الشخصية، مؤكدين أن ملابسهم لا تتعارض مع القيم الأكاديمية ولا الهوية الثقافية للمجتمع.
قوبلت تصرفات الوادعي بانتقادات واسعة داخل الجامعة، حيث اتهمه أعضاء هيئة التدريس بالتجاوز في مهامه الإدارية، إضافة إلى تحويل دوامه إلى جولات متكررة بين أقسام الطالبات، مما زاد من حدة الاستياء في أوساط الكادر الأكاديمي؛ وأشاروا إلى أن هذه القرارات تأتي ضمن سلسلة من الإجراءات الإدارية التعسفية التي تهدف إلى تقويض الحياة الأكاديمية وتقييد حريات العاملين في الجامعة.
تعد هذه الواقعة جزءًا من سلسلة تدخلات حوثية ممنهجة، منذ استيلاء المليشيا على جامعة العلوم والتكنولوجيا مطلع عام 2020؛ وأدى ذلك إلى تدمير البنية التحتية للجامعة، التي كانت تُصنف الأولى بين الجامعات الأهلية في اليمن، وتحويلها إلى منصة لنشر الفكر الطائفي والعسكري.
ويخشى أكاديميون أن تؤدي هذه السياسات إلى مزيد من التدهور في التعليم العالي، وسط استمرار استنزاف الكوادر الأكاديمية والكفاءات التي تجد نفسها مجبرة على مواجهة تعسفات المليشيا أو الهجرة بحثاً عن بيئة أكاديمية أكثر احتراماً للحقوق والحريات.
يُظهر هذا التصعيد استمرار نهج الحوثيين في فرض أجندتهم على المؤسسات التعليمية، مما يزيد من عزلة الكادر الأكاديمي ويدفع نحو مزيد من الانهيار في القطاع التعليمي.