من القاعات إلى المخابرات.. مشروع حوثي يغتال حرية الأكاديمية في صنعاء
الساحل الغربي - خاص
قبل 9 ساعة و 3 دقيقة
في خطوة تعد انتهاكًا صارخًا للحرية الأكاديمية، بدأت مليشيا الحوثي بربط كليات جامعة صنعاء بالأجهزة الأمنية والمخابرات.. المشروع، الذي بدأ في كلية الطب والعلوم الصحية، يتضمن تصوير وتسجيل المحاضرات في القاعات الدراسية وإرسالها مباشرة إلى الأجهزة الاستخباراتية، تحت ذريعة "التطوير الإلكتروني".
تشرف على هذا المشروع شخصيات حوثية بارزة، من بينها القاسم محمد عباس منتحل منصب رئيس الجامعة، وهدى العماد، وعادل الحبابي، إلى جانب خالد الشامي أمين عام كلية الطب؛ المشروع يمول من شركة "يمن موبايل"، وتم تبريره كخطوة نحو تحديث البنية التحتية الإلكترونية، لكن الأكاديميين والعاملين في الجامعة وصفوه بأنه انتهاك للخصوصيات وحقوقهم.
إلى جانب الرقابة الأمنية، فرض الحوثيون على الطلاب والأكاديميين حضور محاضرات أسبوعية حول رموزهم الطائفية، مثل بدر الحوثي ونجليه حسين وعبدالملك الحوثي، إضافة إلى شخصيات شيعية عربية وإيرانية كحسن نصر الله والخميني؛ تُعرض هذه المحاضرات على شاشات داخل الجامعة كل يوم أربعاء، وأدرجت كمادة إجبارية ضمن المناهج الدراسية والاختبارات.
هذه الخطوات أثارت استياءً واسعًا بين الأكاديميين والطلاب، الذين وصفوا هذه الممارسات بأنها محاولة لتقييد النقاش الحر وتحويل الجامعة إلى أداة لنشر الأيديولوجيا الحوثية؛ الأكاديميون أعربوا عن رفضهم لهذا المشروع الذي يستهدف تكميم الأفواه والحد من حرية التعبير داخل الحرم الجامعي.
المليشيا الحوثية تسعى، من خلال هذه الإجراءات، إلى تطويع المؤسسات التعليمية لخدمة أجندتها الطائفية والأمنية، في انتهاك واضح لحقوق الأكاديميين والطلاب؛ هذه السياسات تُعد جزءًا من حملة أوسع لتقويض الحريات العلمية والإعلامية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وسط تزايد الاستياء المحلي والدولي، تتعالى الدعوات لوقف هذه الانتهاكات التي تعكس محاولات الحوثيين لاستغلال المؤسسات التعليمية لترسيخ أفكارهم الطائفية وقمع الحريات الأكاديمية.