منصة صواريخ ثانية للحوثيين في مرتفعات السياني خلال أسابيع
- إب، الساحل الغربي:
- قبل 2 ساعة و 10 دقيقة
كشفت مصادر محلية متطابقة عن استحداثات عسكرية جديدة لمليشيا الحوثي في مرتفعات مديرية السياني جنوبي محافظة إب، في تصعيد لافت يعكس توجه الجماعة نحو عسكرة المناطق الجبلية الآهلة بالسكان، وتحويلها إلى قواعد عسكرية مغلقة تهدد حياة المدنيين.
وبحسب المصادر، بدأت المليشيا قبل نحو ستة أشهر بشق طريق جبلي وعر في منطقة النقيلين، وصولاً إلى جبل المهلالة، مدعية حينها تنفيذ مشروع مدني يهدف إلى تقوية شبكات الاتصالات.
غير أن الأهالي فوجئوا لاحقاً بتحويل الموقع إلى معسكر محصن، جرى داخله نصب منصة صواريخ جديدة، لتكون الثانية من نوعها في مرتفعات المديرية، بعد منصة سابقة تم الكشف عنها في جبل جليلة خلال الأسابيع الماضية.
وأكدت المصادر أن جبل المهلالة - الذي يحتضن مسجداً أثرياً قديماً، أُعلن منطقة عسكرية مغلقة، ومنع السكان من الاقتراب منه أو المرور في محيطه، في خطوة أثارت استياء ومخاوف واسعة بين أبناء المنطقة.
وتولت إدارة المعسكر والإشراف على المنصة عناصر حوثية قدمت من محافظات صعدة وعمران وصنعاء، في مؤشر على الأهمية العسكرية التي توليها المليشيا للموقع.
من جهة أخرى، كشفت مصادر محلية أن القيادي الحوثي علي بن علي النوعة المعيّن وكيلاً لمحافظة إب، قام بشق طريق عسكري جديد في جبل نجد الحديدي، الواقع بين مديريتي السياني وذي السفال، بعد الاستيلاء عليه بالقوة.
وأوضحت المصادر أن الطريق جرى تحويله إلى خط إمداد عسكري يربط بين معسكرات ومواقع تابعة للمليشيا، ضمن تحركات تهدف إلى تعزيز انتشارها العسكري في المرتفعات المطلة على الخط الرئيسي الرابط بين محافظتي إب وتعز.
وأشار مصدر حقوقي من أبناء المنطقة إلى أن اختيار جبل المهلالة –المطل على عدد من القرى– يعكس نية المليشيا استخدام السكان كغطاء بشري، خصوصاً في ظل وجود تجمعات سكانية مباشرة من الموقع، وقرب المسجد الأثري، ما يشكل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي الإنساني.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتحدث فيه تقارير إعلامية وعسكرية عن قيام مليشيا الحوثي، خلال السنوات الماضية، ببناء شبكة واسعة من التحصينات والمخابئ ومخازن الأسلحة والأنفاق في محافظات خاضعة لسيطرتها - أبرزها صنعاء وصعدة وعمران والحديدة، مع مساعٍ متواصلة لتوسيع هذه التحصينات إلى محافظات أخرى - بينها إب.
وأعرب سكان مديرية السياني والمناطق المجاورة عن مخاوفهم المتزايدة من تحويل المرتفعات الجبلية إلى مواقع عسكرية، لما يشكله ذلك من خطر مباشر على حياتهم، وتحويل قراهم ومناطقهم الآمنة إلى أهداف محتملة، في ظل إصرار المليشيا على عسكرة الفضاءات المدنية وفرض الأمر الواقع بالقوة.
