اتهموا السبعينية "آسيا" بالجاسوسية وقتلوا ابنتها!
- تعز، الساحل الغربي، خاص:
- 08:55 2021/02/13
عبدالصمد القاضي، تحرير عبدالمالك محمد:
اتّبعت عناصر مليشيات الحوثي وسائل فظيعة للتنكيل بأهالي منطقة الربيعي، غربي تعز، وتهجيرهم؛ بهدف البسط على أملاكهم.
أمام الاتهام بالتجسس والداعشية ووصولاً إلى التصفية الجسدية لم يستطع أحد البقاء هناك، الجميع غادروا المكان وتركوا المزارع والممتلكات خلف ظهورهم، حالهم حال المسنّة آسيا إسماعيل، وإن هي تفوقهم في المأساة، إذ خلّفت وراءها أيضاً رفاة ابنتها القتيلة برصاصة قناص حوثي.
كالآخرين في الربيعي عاشت السبعينية آسيا عبده إسماعيل علي، الزراعة وتربية المواشي، وحتى بعد اندلاع الحرب حاولت جاهدة التمسك بأسباب البقاء الخاصة بها، ذلك رغم المضايقات والرعب الذي بثته المليشيات في المنطقة، لكنها لم تتوقع يوماً أن تُتهم بالجاسوسية ويكون ذلك سبباً لقتل إحدى بناتها.
تروي آسيا لـ"الساحل الغربي" تفاصيل ما حدث، دون أن تستطيع مواراة حزنها، تقول «من أين أبدأ الحديث عن جرائم الحوثيين، استخدموا كل وسائل الترهيب ضد السكان، واتهموني وابنتي إقبال (30عاماً) بالتجسس وإرسال معلومات عن أماكن انتشارهم، كل هذا رغم أن غالبيتنا أميون ولا نعرف شيئاُ عن ذلك».
في نوفمبر 2017 قُتلت "إقبال" برصاص قناص حوثي أثناء مرورها على الطريق العام المؤدي إلى منزلها، كانت أمها على أحر من الجمر في انتظار عودتها من السوق، ولم تكن تعلم بأن ابنتها حين تعود، ستعود كخبر صادم.
تضيف، وهي تمسح دموعها بطرف ردائها الملون: «نزل عليَّ خبر مقتل إقبال كالصاعقة، معاني الحياة تلاشت جميعها من أمامي، قبل أن يغمى عليَّ من وقع الصدمة».
لم يروِ دم إقبال عطش المليشيات إلى الجريمة، كما لم تتنازل عن طموحها في النهب والسلب، لتكثف الضغط على آسيا وباقي السكان كي يخلوا لهم المكان ويغادروا بعيداً.
«ظلوا يسموننا دواعش، ويحاصرونا في المنازل، وقد هددوا بتفجير البيوت على رؤوس ساكنيها إذا لم يغادروها. لينهبوا أرضنا وكل ما نملك هجّرونا وقتلوا أبناءنا»، تختتم آسيا حديثها لـ"الساحل الغربي".