"لا فناء لثائر": صمود لا ينكسر أمام التعذيب الحوثي والتهميش الحكومي

  • عبدالصمد القاضي، الساحل الغربي:
  • 11:57 2025/01/20

النضال الجمهوري لا يتوقف عند محطة تاريخية محددة، ولا ينتهي بموقف عسكري أو معاناة يخلفها طريق النضال الوطني.. الملازم ثاني عبده محمد سعيد، أحد أبناء المؤسسة العسكرية الوطنية، شارك في مختلف جبهات القتال من تعز إلى صعدة، حتى وقع في الأسر في 22 يونيو 2019 خلال معركة في جبهة "المخنق" بمحور صعدة أثناء تأدية واجبه الوطني.
 
بعد أسره، نشرت مليشيا الحوثي إشاعات عن استشهاده، ثم عادت لتروج خبر فقدانه لعقله داخل السجن، في محاولة لبث الإحباط بين أهله ورفاقه.
 
تعرض عبده محمد للتنقل بين عدة سجون حوثية، بدءاً من سجن محافظة صعدة، ثم إلى سجن الأمن السياسي في صنعاء، ومنه إلى عمارة مخفية حيث ظل مخفياً لمدة ثمانية أشهر، قبل أن يُنقل إلى سجن الأمن المركزي في مديرية السبعين بصنعاء.
 
في حديثه لـ"الساحل الغربي"، يروي الشهيد الحي تفاصيل معاناته في سجون المليشيات قائلاً:
"تعرضت لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، حيث تم تعذيبي بالصعق الكهربائي، والحرمان من المياه والطعام، والزج بي في زنازين انفرادية مظلمة "الضغاطة"؛ كان يتم التحقيق معي لساعات طويلة تصل إلى 24 ساعة متواصلة، وتعرضت للضرب المبرح بالعصي الحديدية، إلى جانب الشتم والإهانات المستمرة".
 
وأضاف بصوت مكسور:
"عاقبتني المليشيا بحشري في غرفة صغيرة مع 30 مختطفاً، في ظل ظروف معيشية قاسية حيث تم حرماننا من المواد الغذائية الأساسية والمياه".
 
استمرت مليشيا الحوثي في التلاعب بمصيره، حيث أشيع خبر استشهاده لمدة عام ونصف، مما دفع أسرته لإقامة عزاء وضمه إلى كشوفات الشهداء في محور صعدة؛ وبعد فترة، سُمح له بالتواصل مع أسرته لمدة خمس دقائق كل بضعة أشهر، وأشاعت المليشيا أنه فقد عقله في السجن، ما جعل أسرته تعيش في حالة يأس من عودته.
 
رغم تأكيد نجاته، لم يقم محور صعدة برفع اسمه ضمن كشوفات تبادل الأسرى، حتى تدخل أحد أقاربه وأدرج اسمه ضمن كشوفات محور تعز؛ وفي 29 نوفمبر 2021، أُطلق سراحه ضمن صفقة تبادل أسرى، ليعود إلى أسرته في حالة صحية ونفسية متدهورة نتيجة ما تعرض له من تعذيب.
 
ورغم خروجه، واجه إهمالاً رسمياً، إذ لم تتخذ الجهات المعنية أي إجراءات لإعادته إلى الخدمة العسكرية، وتم إيقاف راتبه بعد أن كان قد أُدرج ضمن كشوفات الشهداء.
 
يوجه "الشهيد الحي" مناشدته إلى المجلس الرئاسي، مطالباً بعودته إلى صفوف الجيش واستئناف راتبه ونشاطه العسكري ليواصل درب النضال الوطني في مواجهة المليشيا الحوثية واستعادة الجمهورية.. ويؤكد بثبات وإصرار:
"خرجت من السجن أكثر قوة وصلابة، ولن أنحرف عن مسار القضية الوطنية مهما حاولت المليشيا الحوثية طمس الحقيقة".
 
واختتم حديثه قائلًا:
"عبثاً تحاول... لا فناء لثائر، أنا كالقيامة اليوم أو غداً آتِ"

ذات صلة