40 بيتاً في غرب تعز 15 منها دفعة واحدة.. شهادات نازحين فجَّر الحوثيون منازلهم
- تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي- عبدالمالك محمد:
- 09:59 2021/01/20
في نوفمبر الماضي، كان أهالي منطقة غراب وحذران ومدارات وما حولها غرب مدينة تعز، على موعد آخر مع الجريمة، إذ أقدمت مليشيات الحوثي الإرهابية على تدمير نحو 15 منزلاً، بعدما أمضوا سنوات على تهجيرهم قسراً والتنكيل بهم.
من بين الضحايا، كان عبده غالب سعيد، وهو رجل متقدم في العمر وأب لثمانية أولاد، إذ نسفت مليشيا الحوثي منزله ولم يبق منه سوى كومة من الأنقاض والأتربة.
لقد مضى أربعة أعوام على إجبار مليشيا الحوثي له على النزوح قسراً، بحجة أن المنطقة التي يقع فيها منزله أصبحت موقعاً عسكرياً، وها هو اليوم، يرى منزله يدمر أمام عينيه.
يقول لـ"الساحل الغربي"، بصوت منكسر، إن أسوأ ما يمكن أن يراه المرء في حياته هو أن يشاهد منزله يتدمر أمام عينيه، ليعيش نازحاً مشرداً، ذلك أن الشعور بالضياع يصبح طاغياً ومسيطراً على كل تفاصيل حياتك.
يضيف، وملامح التعب بادية على وجهه الشاحب، ألا يكفي ما وجدناه من مشقة في سنوات النزوح لنعاقب بقيام مليشيا الحوثي بتفجير منازلنا، عندما خرجنا من منزلنا كنا نمني أنفسنا بالعودة وكان ذلك شعوراً نتقاسمه جميعنا، لكن اليوم لم تعد لنا أمنيات، لقد دمرت منازلنا.
وفيما يبدو لنا فإن نهاية أربعة أعوام من الأمنيات حلت فصولها الأخيرة، لقد عشنا حياة نزوح مليئة بالقسوة عانينا من ظروف التنقل المنهكة بين المنازل بحثاً عن شقة تمكث فيها أسرتي، ويبدو أننا سنقضي سنوات أخرى في نفس دوامة الحرمان التي لم نقدر على الخروج منها.
عشنا أعواماً قاسية، وكافحنا من أجل أن نعيش وفي ملامح العام الخامس، يظهر أن لا شيء تغير، لا أمن ولا تعليم ولا دواء، بل إن جرائم المليشيات تتمدد نحو تنفيذ مشروع الولاية بسفك دماء الأبرياء.
المحامي علي سعيد الصديق، هو الآخر فجرت مليشيا الحوثي منزله في نوفمبر الماضي، كان الصديق محامياً بارعاً، كما كان مغرماً ببناء منزله الذي يحلم به، وقد أفنى حياته في تحقيق ذلك الحلم، لقد كان المنزل ينتصف رابية جميلة في منطقة مدارات غرب تعز.
يقول لـ"الساحل الغربي"، لقد أفرغت كل مدخرات حياتي، وأثثته بأجمل الأثاث والتحف، كما زرعت الحوش بالأزهار والأشجار الجميلة، وعندما أكملت انتقلت مسرعًا لأعيش فيه، لقد كان يوماً سعيداً بالنسبة لي ولعائلتي، فبعد أن قضينا أعواماً في منزل مستأجر، ها نحن نتجه إلى منزلنا الخاص بنا.
بعدما وصلنا بأيام شنت مليشيا الحوثي هجوماً على الحي، وكان ذلك سبباً لمغادرتنا، تركنا كل شيء وكان همنا يتركز حول سلامتنا، ومنذ ذلك اليوم مضت ستة أعوام، ونحن نحلم بالعودة، لكن حلمنا انقطع، بعدما شاهدنا صوراً للمنزل وقد تساوى بالأرض.
يصل عدد المنازل التي فجرتها مليشيا الحوثي غرب تعز إلى نحو 40 منزلاً، من بينها 15 منزلاً تم تفجيرها دفعة واحدة خلال نوفمبر.