زنازين الموت: شهادات صادمة من سجون الحوثي

  • عبدالصمد القاضي، الساحل الغربي:
  • 01:12 2025/01/07

تمتلئ سجون مليشيا الحوثي بالمختطفين للعام العاشر على التوالي، بينهم مئات الصحفيين الذين لا يزالون يقبعون في زنازين الظلم والعذاب.
 
شهادة الصحفي محمد الصلاحي
 
الصحفي المحرر محمد الصلاحي، الذي قضى أكثر من خمس سنوات في سجون المليشيا، يروي معاناته قائلاً:
"كنت أرزح تحت وطأة اختطاف قاسٍ في أقبية وسجون مليشيا الحوثي.. عشت خمس سنوات عجاف من الألم والمعاناة في تلك السجون المظلمة؛ سجون الحوثيين أشبه بالمقابر، لكنها تحوي أحياءً؛ كنا نُحتجز في زنازين انفرادية مظلمة، ويُمنع عنا الذهاب لدورة المياه إلا ثلاث مرات يومياً، لمدة لا تتجاوز دقيقتين، ومن يتأخر يتعرض للضرب والإهانة".
 
ظروف الاحتجاز المهينة
 
يُحرم المختطفون من أبسط حقوقهم الإنسانية، بما في ذلك مياه الشرب النظيفة.. يقول الصلاحي:
"كنا نشرب من حنفيات الحمامات، والماء كان أصفر اللون وله رائحة كريهة؛ الطعام كان سيئاً للغاية، عبارة عن عدس متغير الطعم والكدم في الفطور والعشاء، أما الغداء فكان رزاً وإدام كوسة، وكأننا في إسطبلات؛ النظافة كانت معدومة، والزنازين مليئة بالقمل والصراصير؛ المكان يفتقر للتهوية، خاصة في جناح ”الضغاطة“ بسجن الأمن والمخابرات في صنعاء، حيث أمضيت جزءًا كبيراً من معاناتي".
 
التعذيب والممارسات الوحشية
 
سجون الحوثيين تختلف في المسميات، لكنها تتفق في السجان والأساليب الوحشية.. يضيف الصلاحي:
"في سجن الحديدة المسمى ”المدفن“، كنا 33 سجيناً في غرفتين صغيرتين، والمساحة المخصصة للنوم لم تتجاوز شبرين؛ في سجن الأمن والمخابرات بصنعاء، كانت الأوضاع أكثر رعباً؛ الزنازين الانفرادية كانت وحشية، وأصوات التعذيب والأنين الخافت تملأ المكان؛ كنت أُعلق وأُضرب وأُختنق، وأتعرض للركل واللطم، ويداي مقيدتان إلى الخلف وعيناي معصوبتان".
 
أنواع السجون وأماكن التعذيب
 
مر الصلاحي بعدة سجون، منها: (سجن المدفن – الحديدة، سجن المحكمة – صنعاء، سجن الأمن والمخابرات – حدة صنعاء، سجن شملان القديم – صنعاء، سجن الأمن القومي – بني حشيش صنعاء، سجن شملان الجديد – صنعاء)
 
 
المسؤولون عن التعذيب
 
أوضح الصلاحي أن المسؤول الأول عن السجون كان شخصاً يُدعى "أبو طالب"، يليه "يحيى سريع".. أما المشرف على التعذيب، فكان شخصاً يُدعى "أبو عمار القدمي"، وغالباً كانوا يغطون وجوههم أو يعصبون أعين المختطفين أثناء التحقيق.
 
واقع مأساوي
 
يعيش المختطفون في ظروف إنسانية مروعة، تغذية رديئة، إهمال طبي متعمد، خاصة لذوي الأمراض المزمنة، وازدحام شديد؛ يعانون من تعذيب نفسي وجسدي، وحُرموا من رؤية الشمس لفترات طويلة تصل إلى أربعة أو خمسة أشهر، ولمدة لا تزيد عن نصف ساعة في أفضل الأحوال.
 
قصة الصلاحي ليست إلا واحدة من مئات القصص المأساوية التي تعكس الانتهاكات المروعة لمليشيا الحوثي.. هذه الشهادات تسلط الضوء على حجم المعاناة الإنسانية التي يُقاسيها المختطفون في سجون مليشيا الحوثي، التي تحولت إلى مقابر للأحياء وسط صمت دولي مخزٍ.

ذات صلة