الحميري.. ملحمة صمود في وجه الطغيان الحوثي
- عبدالصمد القاضي، الساحل الغربي:
- 02:27 2025/03/02

في قلب المعركة بين الحرية والطغيان، تبرز حكاية الأسير المحرر عبدالباسط الحميري كصورة ناصعة للصمود في وجه بطش المليشيا الحوثية.. لم يكن مجرد مقاتل واجه العدو، بل رمزاً لإرادة لا تُكسر، وإيماناً لا يتزعزع، حمل قضيته في قلبه ودفع ثمنها بجسده وروحه، ليصبح شاهداً حياً على وحشية السجون الحوثية وبطولة الأحرار الذين رفضوا الاستسلام.
هذه الملحمة ليست مجرد قصة أسير، بل شهادة على نضال شعب بأكمله، يأبى أن يركع رغم الألم والجراح.
في 12 يوليو 2017، قرر عبدالباسط الحميري وشقيقه الشهيد طارق الحميري التوجه إلى جبهات حمير حاملين المؤن والأدوية للمرابطين؛ هناك، كانت المعاناة بادية على الجرحى، ما دفعه لاتخاذ قرار حاسم بالانضمام إلى المدافعين عن الأرض والعرض، ليبدأ فصلاً جديداً من النضال.
وجد عبدالباسط نفسه وسط معركة غير متكافئة، حيث تفوقت المليشيا عدداً وعتاداً، لكنه ورفاقه واجهوها بإيمان راسخ بعدالة قضيتهم؛ ومع نفاد الذخيرة، وقع في الأسر بعد مقاومة شرسة أمام 30 عنصراً حوثياً حاولوا إذلاله، لكنه ظل شامخاً في وجه الظلم والطغيان.
نُقل عبدالباسط إلى مدينة الصالح تحت قبضة الجلاد علي الطربوش "أبو مطهر"، حيث تعرض لأبشع أساليب التعذيب الجسدي والنفسي؛ اقتُلعت أظافره، وجُلد بالملح على جروحه، وصُعق بالكهرباء، وأُحرق جسده بالسجائر، في محاولة لانتزاع اعترافات قسرية أو كسر إرادته، لكنهم فشلوا أمام صموده.
خلال سنوات أسره، واجه عبدالباسط وحشية الجلادين الذين تفننوا في تعذيبه، ومنهم:
• هائل الفائق (سجاد/الدبابة): جلاد لا يعرف الرحمة.
• أبو جهاد الفائق: مشرف سياج السجن بقسوة بلا حدود.
• أبو نضال: متعطش للانتقام والتنكيل بالأسرى.
• أبو علي: رئيس الاستخبارات، محقق بلا شفقة.
• أبو شهاب: مشرف الجلادين، نموذج للسادية.
• مجد الدين المرتضى: متحكم في أموال السجن، محتال على الأسرى.
• أسامة الجنيد: مسؤول الأمن الوقائي وجلاد يتربص بالأحرار.
• أبو علي الهمداني: جمع بين القسوة والانحراف.
لم تنكسر عزيمة عبدالباسط رغم التعذيب، بل ظل متماسكاً يردد: "حسبي الله ونعم الوكيل"، ليحوّل هذه الكلمات إلى سلاح يقهر به جبروت الطغاة، متحدياً كل محاولات إذلاله.
في 29 نوفمبر 2021، أُفرج عن عبدالباسط في صفقة تبادل أسرى، لكنه لم يعد منهكاً، بل عاد أقوى وأكثر تصميماً على النضال؛ لم تضعف الجراح عزيمته، بل زادته إصراراً على مواجهة المشروع الحوثي واستكمال طريق الحرية.
حكاية عبدالباسط الحميري ليست مجرد قصة أسير، بل ملحمة تُجسد نضال اليمنيين في وجه الطغيان الحوثي؛ ستظل شهادته حيّةً على جرائم المليشيا، ودليلاً على أن إرادة الأحرار لا تُهزم، وأن للظلم نهاية مهما طال الزمن.