كشفت مصادر مطلعة عن شروع الجماعة خلال الأيام الماضية في تفكيك وإزالة أنظمة اتصالاتها العسكرية من أبراج الاتصالات الرئيسية في محافظة الحديدة، بعد ضربات جوية أمريكية دقيقة استهدفت غرف التحكم ومراكز القيادة التابعة لها.

 

ووفقاً للمصادر أزال مهندسون حوثيون معدات متقدمة من مواقع استراتيجية داخل المدينة، شملت هوائيات شبكات خلوية وأجهزة تشويش وتوجيه، من أحياء "كيلو 7" و"7 يوليو" و"غليل" إضافة إلى مواقع قريبة من مقر الأمن السياسي، وسط مؤشرات على نية المليشيا نقل هذه الأنظمة إلى أسطح منازل سكنية أو تحويلها إلى معدات محمولة لتقليل فرص رصدها واستهدافها مستقبلاً.

 

ويأتي هذا التحرك عقب سلسلة ضربات مركزة نفذتها الطائرات الأميركية ضد البنية التحتية للاتصالات الحوثية، شملت مواقع في جبل واقر شرق مديرية المراوعة، بالإضافة إلى استهداف منشآت مشابهة في صنعاء وصعدة وعمران وإب، في إطار عملية عسكرية واسعة تهدف إلى تفكيك شبكات الاتصال المشفّرة التي تستخدمها المليشيا في عمليات التنسيق الميداني والبروباغندا الإعلامية.

 

وبحسب مصادر تقنية وأمنية تتجه المليشيا إلى بدائل اتصالات أكثر سرية عبر اعتماد منظومات قصيرة المدى مثل VHF وأنظمة SDR الإيرانية وتحديث الشفرات وأوعية الشبكات، مع مواصلة الاعتماد على الشبكة المدنية الخاضعة لسيطرتها من خلال وزارة الاتصالات التي تهيمن عليها منذ انقلابها.

 

وفي محاولة لحماية تجهيزاتها من الضربات الجوية أفادت مصادر محلية بقيام الحوثيين بنقل أجزاء من أنظمة الاتصالات إلى مناطق مأهولة بالسكان، في تكتيك يعكس انتهاكاً صارخاً لقوانين الحرب باستخدام "الدروع البشرية" ويضاعف المخاطر على المدنيين الذين باتوا يواجهون الموت المحتمل من الجو ومن الأرض.