11:10 2021/11/29
07:20 2021/10/07
11:47 2021/09/25
تغيير أسماء الأشخاص والأمكنة.. للتأمل
09:43 2021/09/09
قرأنا في موقع عدن نت الإخباري خبراً، مؤداه أن المواطنين في عدن غضاب على توجيه، بل تعميم أصدره مدير عام مديرية المنصورة يفيد بتدوين كلمتي (شارع القطيبي) على المعاملات التجارية التي تجري في (شارع السجن).. إذ إن شارع سجن المنصورة سمي هكذا منذ انتهت سلطات الاستعمار من تشييد مدينة المنصورة في خمسينيات القرن العشرين، فالاسم إذن (تاريخي)، فكيف يسمى هذا الشارع (التاريخي) باسم صرَّاف؟ أي القطيبي، صاحب شركة الصرافة المعروفة التي وجدت هناك مؤخراً.
حسناً، لماذا نحن غضاب، بينما شارع أنيس صار يسمى شارع العيادات؟ وأين العيادات من الشخصية السياسية العبقرية والوطنية الضخمة، أنيس حسن يحيى؟
عندنا لو لم يكن ثمة شخص أو معلم ذو قيمة وطنية يسمى به ذلك الشارع المسمى باسم سجن، فإن القطيبي أولى من السجن.. أعني أن يسمى شارع القطيبي بدلاً عن شارع السجن، وقد أحسن مدير عام مديرية المنصورة عندما استبعد اسماً بشعاً (السجن)، ووضع مكانه اسم رجل أعمال يقدم للناس خدمات، ومن ذا سوف يلوم محافظ أبين لو بدل اسم مديرية الوضيع ووضع مكانه اسما رفيعا لتلك المديرية- مسقط رأس الرئيس هادي؟
نقول لو شئنا لوم مدير عام مديرية المنصورة لقلنا له: لماذا حاصرت نفسك بين خيارين: إما شارع السجن، وإما شارع القطيبي؟ يا ولد أنت لديك خيارات جمة.. أما علمت أن المحافظة التي فيها مديريتك زاخرة بالشهداء والمثقفين، وزاخرة بالنساء المرموقات.. فما ضرك لو قلت شارع راقية حميدان مثلا.. وثمة شهداء كثر، لم يخلد اسم معظمهم في ذاكرة الشعب، من خلال إطلاق اسمه على شارع كذا.. وذاك على ميدان.. وتسمى ساحة عامة في المديرية التي تديرها باسم شهيد ثالث؟
نحن هنا، نكرر الواقعة واسم بطلها، لبلورة الفكرة ليس غير.. فقد هداه اجتهاده إلى وضع اسم شخصية بشرية (القطيبي) مكان جماد (السجن)، ولم يمح أثرا تاريخيا، ولم يميز، ولم يخرج عن المعهود العدني.
قارنوا هذا بما تفعله العصابة الحوثية، فهي تغير مسميات الأشخاص والأماكن بقصد محوها من الذاكرة الشعبية.. حذفت من الكتب المدرسية اسم محمد محمود الزبيري، وشطبت اسم علي عبد المغني محرك ثورة 26 سبتمبر، وسلبت جامع الصالح من صاحبه وهو في قبره، وأطلقت أسماء الهادي وابن حمزة ويحيى، على مؤسسات عامة.
قبل أن تنكب اليمن بهذه العصابة، كنا نقول للإخوان المسلمين خلال السنوات الكثار التي سيطروا فيها على المؤسسة التعليمية: يا جماعة هل عدمت عليكم الأسماء حتى أطلقتم اسم عمر على عشر مدارس، وسميتم عشرين مدرسة ومعهدا وصالة محاضرات باسم عائشة، وسميتم أماكن بأسماء شخصيات غير يمنية مثل إقبال والمودودي؟ فإذا العصابة الحوثية أوسخ من الجماعة، فهي اليوم لم تكتف بتغيير ذلك كله فحسب، بل صار اسم حسين بدر الدين الحوثي يطلق على عشر مدارس في عمران ومحافظة صنعاء، وخمس مدارس في حجة، وست بالمحويت، وأربع مدارس في مدينة الحديدة، وثلاث في إب، وقبل أيام وجدت العصابة لإمامها الأول الهادي الرسي مدخلا ثقافيا لائقا، إلى هذه المحافظة البعيدة عن صعدة، فقد وضعوا إعلانا للجمهور بالصيغة التالية: (تدعوكم المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي في محافظة إب لحضور الفعالية التي ستقيمها المؤسسة احتفاء بذكرى قدوم الإمام الهادي عليه السلام إلى اليمن).. وقد نشر الكاتب والصحفي الفذ الولد أمين الوائلي خبراً بهذا الشأن في موقع الساحل الغربي نت، هذا، تحت عنوان: الصرف الصحي في إب يحتفي بقدوم الإمام الهادي الرسي!!