26 سبتمبر.. غربية!

11:47 2021/09/25

كنا نتوقع أن تشاهد اليمن أبهر مظاهر الاحتفال التي تليق بثورة 26 سبتمبر في يومها السنوي التاسع والخمسين.. تلفتنا إلى الجهات الأربع، فإذا الجهة الغربية هي الجهة الوحيدة التي أجلت الذكرى باحترام، حتى بدت كأنها صاحبة الامتياز بهذا الشرف العالي.
 
كان صباح المخا سبتمبرياً، وفي عشيتها سبتمرية في المعنى والمبنى، الشكل والمضمون.. الاحتفال كان مبهراً، يرينا أن المقاومة الوطنية وقيادتها كانت معنية بهذا البهاء، الذي تنقصه صنعاء.. صنعاء التي تكلم عنها العفاشي طارق قائد المقاومة الوطنية- رئيس المكتب السياسي، وقال ما مؤداه إن قلب صنعاء اليوم ليس فيه متسع للاحتفال بثورة 26 سبتمبر، بعد أن ازدحمت مدينة كل اليمنيين باحتفالات جديدة كثار: ميلاد فاطمة، يوم الغدير، يوم الحسين بن علي، يوم حسين بدر الدين، يوم زينب، يوم قاسم سليماني، ويوم النكبة- 21 سبتمبر.
 
كان الهدف الأول لثورة 26 سبتمبر إقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات، بعد التحرر من الإمامة والاستعمار.. وقد رأينا في العشية المخاوية السبتمبرية، أطفالاً وطفلات، وفتياناً وصبايا، وشباباً من شتى جهات اليمن الأربع يعبرون عن هذا الهدف أو المبدأ.. وهو – بالمناسبة- مبدأ من مبادئ ثورة 14 أكتوبر التي محت مشيخات وإمارات وسلطنات كانت قائمة على التمييز بين المواطنين.
 
قبل تلك العشية كان العفاشي طارق يتكلم في حضرة رجال المقاومة الوطنية عن ثورة 26 سبتمبر التي جاءت بنظام جمهوري يساوي بين اليمنيين، وألغت التمييز الذي أوجدته الإمامة بذرائع عنصرية وجنسية وطائفية وأثنية، ووفاقاً لتراتبية كريهة: هذا سيد، هذا قبيلي وهذا مزين، فكيف نسمح للعصابة الحوثية تحيي ما أماتته ثورة 26 سبتمبر؟ علينا أن نحيي قيم ورموز ثورة 26 سبتمبر في عقول ونفوس أفراد عائلاتنا.. وعلى المستوى العام يتعين على القوى الوطنية أن تتحد لكي تتمكن من قهر العصابة العنصرية الطائفية.. لا ينبغي لحملة الكراهية أن يشغلونا ويشغلوا أنفسهم بمعارك جانبية.. لماذا عليهم أن يتوهموا قضايا غير موجودة، ويثيروا من أجلها معارك إعلامية وسياسية.. مرة ميون، ومرة سقطرى، ومرة بلحاف، ومرة التغيير الديمغرافي، ومرة العفاشيين، ويتركون ميليشيا عصابة ذات الخمس الحوثية تسيطر على ثلاث مديريات في غضون يومين!
 
وننوه هنا بقولة وردت في كلمة الرئيس هادي، قال: إن كل صوت ضد هذه المليشيات الحوثية هو صوتنا، وكل يد تمتد لمقاومة الميليشيات الحوثية هي يدنا، وكل بندقية تدافع عن الوطن ضد عبث هذه الميليشيات هي بندقيتنا، وإن المخاطر يجب ان توحدنا جميعاً تحت راية الوطن.. يا ليته يصدق!