أطفال اليمن.. وجبة على مائدة الإماميين في رمضان
- صنعاء، الساحل الغربي، كتبت/ صفاء عامر:
- 04:56 2021/03/04
في التوقيت الذي تقف فيه ما تسمى وزارة الثقافة (المفترضة) في سلطة المليشيات الحوثية الانقلابية، عاجزة حتى عن الرد على تساؤل المثقفين والمهتمين -بالرد- عن مصير إرث البردوني الضائع؛ الفكري والشعري على حد سواء، مؤْثِرة غض الطرف عن كل ما يتعلق بالبردوني أو يمتُّ إليه بصِلة، كما انصرفت عن كل ما له صلة بالثقافة والتراث، فإنها لا تستنكف عن التورط في مستنقع المسخ والاعتداء على الوعي الطري للناشئة.
وفي الآن ذاته الذي يحرق الأدباء مؤلفاتهم الإبداعية، وبينما يتهاوى الفنانون من منصة العمر وتجف أجسادهم دون أن تحرك الوزارة ساكناً أو تحاول وضع معالجات من أي نوع وشاكلة حفاظاً على كرامة الإنسان وأصالة انتمائه وإنجازه المادي والروحي وكأن لا شيء يحدث أو له علاقة بالثقافة.
في ظل هذا الوضع المأساوي والتراجع في الزمان والمكان والقيم؛ إذ لا تحفظ وزارة الثقافة للأدباء الأحياء كرامتهم ولا تحمي للأدباء الموتى حقهم الفكري بل تقلل من شأنهم وتغض الطرف دون تكريمهم، تستعد، هذه المزعومة وزارة ثقافة في صنعاء المختطفة، لاستكمال اللمسات الأخيرة من سلسلة الأفلام الكارتونية للأطفال والتي خصصت لتسليط الضوء على سيرة (رأس البلاء وأس العلة المزمنة التي ضربت الجسد الجمعي والوعي اليمني منذ أزيد من ألف سنة)، الإمام الهادي (...) والتحولات والحروب التي خاضها ضد اليمنيين، باعتبارها فتوحات وسيرة خالدة (...)، وبتمويل سخي يقتطع من قوت الأدباء والفنانين وأرواحهم.
مع العلم أن هذه السلسلة من الأفلام الكارتونية يتم الإعداد لها من الآن بقصد عرضها على أطفال اليمن وتشكيل وعيهم ابتداءً من شهر رمضان المبارك لهذا العام.
تتصرف المليشيات في كل شيء كما يحلو لها التخريب والعبث والاعتداء طولاً وعرضاً وعمقاً، ولا تجد في المقابل صوتاً أو جهداً أو دوراً يذكر لوزارات ثقافة وتعليم وإعلام الشرعية ومكونها الإداري ما يعمق القصور الفاضح والفاحش في كل جوانب الوعي بالمشكلة، فضلاً عن التعامل معها ومقاومتها حتى لا نقول إفشالها أو مواجهتها باستراتيجية شاملة وفاعلة. لا استراتيجيات من أي نوع إلا التي تجيدها المليشيات وتجيد الهدم والتلغيم والتسميم.