صنعاء تنتفض: حين يصبح التعليم ضحية حوثية أخرى
- الساحل الغربي - خاص
- قبل 12 ساعة و 39 دقيقة
مع بداية إضراب جديد في صنعاء احتجاجًا على توقف صرف رواتبهم منذ أكثر من سبع سنوات، دعا المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) إلى إنهاء المعاناة المستمرة للمعلمين في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.. الإضراب الذي بدأ يوم الاثنين الماضي في عدة مدارس بصنعاء يأتي في إطار سلسلة من الإضرابات السابقة، حيث يواجه المعلمون تهديدات مستمرة بالتصفية والاعتقال بسبب مطالباتهم بحقوقهم الأساسية، بحسب ما أكده المركز في بيان له.
وتستمر معاناة المعلمين في ظل تجاهل الحوثيين لمطالبهم، على الرغم من تخصيصهم مبالغ ضخمة لموالين لهم في المناصب العليا؛ المركز الأمريكي للعدالة أشار إلى أن مليشيا الحوثي أنشأت "صندوق دعم المعلم" الذي يفرض رسوماً تحت مسمى "المساهمة المجتمعية" تصل إلى 4000 ريال من كل طالب، بالإضافة إلى الضرائب والجمارك المحصلة؛ ورغم هذه الأموال الطائلة، لا يزال وضع المعلمين المعيشي سيئًا، حيث تُوجه هذه الأموال إلى جيوب قادة الحوثي بدلاً من تحسين أوضاع المعلمين، وفقًا للتقارير الحقوقية والإعلامية.
في ظل هذا الوضع المأساوي، دعا المركز إلى ضغط دولي على مليشيا الحوثي لصرف رواتب المعلمين بانتظام، مؤكدًا ضرورة تخصيص الموارد المحصلة من الرسوم لدعم التعليم وتحسين أوضاع المعلمين، وحماية التعليم كحق أساسي لكل طفل.
من جانب آخر، تواصل الحرب الدائرة في اليمن في التأثير بشكل خطير على تعليم الأطفال، حيث قالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في تقريرها بمناسبة اليوم العالمي للطفل إن أكثر من 2.4 مليون طفل قد انقطعوا عن التعليم منذ بداية الحرب قبل أكثر من عشر سنوات.. وأضافت المنظمة أن ما يقارب من مليون طفل قد تسربوا من المدارس بسبب تصاعد الصراع منذ مارس 2015.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 2000 مدرسة تعرضت للضرر أو تم استخدامها لأغراض عسكرية، مما يعرض حوالي 8 ملايين طفل في سن الدراسة لخطر ترك النظام التعليمي؛ ويشمل ذلك أكثر من مليون طفل نازح، مما يزيد من تعقيد الأزمة التعليمية في اليمن.
كما جدد الاتحاد الأوروبي التزامه بتقديم الدعم والرعاية للأطفال في اليمن، مشيرًا إلى التأثير الكبير للحرب على الأطفال؛ في بيانه بمناسبة اليوم العالمي للطفل، أكد الاتحاد على دعمه المستمر للتعليم والخدمات الصحية ومبادرات الحماية، بالإضافة إلى دعم جهود عملية السلام، بهدف ضمان مستقبل أفضل للأطفال في اليمن.
تستمر الأزمة في اليمن في التأثير على النظام التعليمي وعلى حياة الأطفال والمعلمين على حد سواء.. من جانب، يعاني المعلمون من التهديدات الاقتصادية والاعتقال في ظل تصاعد المعاناة بسبب توقف الرواتب؛ ومن جانب آخر، يواجه الأطفال خطر ترك التعليم بسبب الصراع الحوثي المستمر، مما يتطلب تدخلات عاجلة لدعم التعليم وحماية حقوق الأطفال والمعلمين في اليمن.