صعّدت مليشيا الحوثي اعتداءاتها على المساجد في محافظة إب، حيث استولت على مسجد "عبدالعزيز بن باز" في مدينة القاعدة بمديرية ذي السفال، في ثالث انتهاك من نوعه منذ بداية شهر رمضان، ضمن حملة ممنهجة تستهدف دور العبادة في مناطق سيطرتها.

وأفادت مصادر محلية أن المليشيا قامت بطرد القائمين على المسجد والاستيلاء على ملحقاته، وتسليمه لعناصر موالية لها تستخدم المنابر لنشر أفكارها الطائفية، وذلك بعد أيام من استيلائها على مسجدي "هائل مقبل" و"عبدالوهاب"، وإقالة أئمتهما وتعيين خطباء من أتباعها.

وفي السياق، أدان مركز الإنصاف للحقوق والتنمية هذه الانتهاكات، محذراً من خطورة تحويل المساجد إلى منصات للتعبئة الطائفية، في انتهاك صارخ للحريات الدينية وحقوق الإنسان، ومؤكداً أن هذه الممارسات تؤجج الصراعات وتعمّق الانقسامات المجتمعية.

ودعا المركز إلى وقف هذه الاعتداءات فوراً، وتمكين الأئمة والخطباء من أداء دورهم الديني بعيداً عن الإكراه، وإطلاق سراح المختطفين الذين رفضوا هذه الإملاءات الطائفية، مشدداً على ضرورة تحرك المجتمع الدولي للضغط على الحوثيين لاحترام الحريات الدينية.

وتأتي هذه الاعتداءات في ظل رفض شعبي واسع لمحاولات المليشيا فرض سيطرتها الفكرية على المجتمع، وسط تزايد الضغوط على أهالي المحافظة جراء سياساتها القمعية التي تستهدف مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك دور العبادة.

ويؤكد مراقبون أن هذه الانتهاكات تأتي في إطار مخطط أوسع للحوثيين للهيمنة على الفضاء الديني، واستغلاله لتعزيز نفوذهم، رغم الرفض الشعبي المتصاعد لهذه الممارسات الاستفزازية.