الحوثيون يتسللون عبر الفراغ الدبلوماسي.. من الأردن إلى مصر بغطاء رسمي زائف

- عدن، الساحل الغربي:
- 10:55 2025/03/28
استقبلت هيئة الدواء المصرية القيادي الحوثي محمد علي عباس، الذي انتحل صفة رئيس الهيئة اليمنية للأدوية التابعة للحكومة الشرعية، قبل أن تسارع الهيئة المصرية إلى حذف تفاصيل اللقاء من موقعها الإلكتروني وتطلب من الصحف إزالة الخبر، في خطوة تعكس ارتباكاً واضحاً في الحضور الدبلوماسي اليمني.
اللقاء، الذي نُشر على الموقع الرسمي للهيئة المصرية قبل حذفه، أشار إلى أن عباس بحث مع رئيس هيئة الدواء المصرية الدكتور علي الغمراوي، الصعوبات التي تواجه القطاع الدوائي في اليمن وسبل التعاون الفني وتعزيز الصادرات المصرية؛ اللافت أن البيان تحدث عن "تبادل الخبرات بين البلدين"، متجاهلاً أن حكومة اليمن المعترف بها دولياً لا تعترف بأي صفة رسمية لهذا القيادي الحوثي.
وأثار الكشف عن الاجتماع موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف ناشطون الواقعة بأنها "فضيحة دبلوماسية" تكشف مدى تغلغل الحوثيين خارجياً، مستغلين غياب الرقابة الحكومية؛ وازدادت حدة الجدل كون هذا اللقاء يأتي بعد أسابيع من فضيحة مشابهة في الأردن، حيث وقّع نفس القيادي اتفاقية تعاون مع مؤسسة الغذاء والدواء الأردنية، قبل أن يتم إلغاؤها إثر تدخل السفارة اليمنية في عمان.
ورغم خطورة الواقعة وتداعياتها، التزمت السفارة اليمنية في القاهرة والسفير خالد بحاح الصمت التام، ما أثار تساؤلات حول ضعف الحضور الدبلوماسي اليمني في الخارج، وغياب أي إجراءات حاسمة لوقف هذه التحركات التي تمنح الحوثيين شرعية زائفة.
سياسيون ومراقبون اعتبروا أن استمرار هذه الاختراقات يعكس فراغاً دبلوماسياً فادحاً، إذ تعمل الجماعة الحوثية بشكل نشط لتمثيل نفسها دولياً مستغلة حالة الجمود الدبلوماسي، وغياب الملحقيات اليمنية عن القيام بدورها.. بينما تنشط الجماعة بغطاء رسمي زائف، يبدو أن الشرعية الدبلوماسية تتلاشى تحت وطأة الإهمال، تاركة الساحة مفتوحة أمام الحوثيين للتغلغل في المؤسسات الرسمية بالخارج.
الواقعة تطرح تساؤلاً ملحاً: إلى متى ستظل الدبلوماسية اليمنية عاجزة عن مواجهة هذا الإهمال؟ وهل أصبح غياب الحضور الرسمي فرصة سانحة لانتحال الصفة والتسلل إلى المشهد الدولي؟