عقد ممثلو إيران والسعودية والصين، الثلاثاء، اجتماعاً ثلاثياً في العاصمة الإيرانية طهران لمتابعة تنفيذ اتفاق بكين الموقع بين الرياض وطهران عام 2023، في ثالث لقاء من نوعه منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد قطيعة استمرت سبع سنوات.

 

وشارك في الاجتماع مجيد تخت روانجي نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، ووليد الخريجي نائب وزير الخارجية السعودي، إلى جانب وفد صيني برئاسة مياو ديو نائب وزير الخارجية.

 

وأكد الجانبان السعودي والإيراني التزامهما الكامل بتنفيذ جميع بنود اتفاق بكين، وتعزيز علاقات حسن الجوار على أساس ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما يشمل احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها واستقلالها وأمنها المتبادل؛ ورحبت طهران والرياض باستمرار الدور الإيجابي للصين في دعم ومتابعة تنفيذ الاتفاق، فيما جددت بكين استعدادها لمواصلة تسهيل خطوات التقارب والتعاون بين البلدين.

 

وبحثت الدول الثلاث مستجدات الملفات الإقليمية، مؤكدين أن تعزيز قنوات التواصل المباشر بين الرياض وطهران على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية بات ضرورة في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة.

 

وفي الشأن اليمني، شدد المجتمعون على أن الحل المستدام للأزمة يجب أن يقوم على تسوية سياسية شاملة تستند إلى المرجعيات الدولية وتتم تحت إشراف الأمم المتحدة، بما يضمن إنهاء معاناة اليمنيين، واستعادة الاستقرار الداخلي، وتعزيز أمن الملاحة في البحر الأحمر وأمن المنطقة عموماً.

 

كما دعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين ولبنان وسوريا، وأدانت أي أعمال عدوانية تنتهك سيادة إيران ووحدة أراضيها، فيما عبّرت طهران عن تقديرها للمواقف السعودية والصينية تجاه هذه الهجمات.

 

ويأتي الاجتماع في توقيت إقليمي شديد الحساسية، تتقاطع فيه الأزمات السياسية والأمنية، فيما يمثل نجاح مسار التقارب السعودي–الإيراني عنصراً محورياً في خفض التوتر وفتح المجال لحلول تفاوضية في عدد من ملفات المنطقة، وعلى رأسها الملف اليمني.