انهيار داخل المنظومة الحوثية.. تصاعد صراع الأجنحة يفتح باب الاغتيالات على مصراعيه
- صنعاء، الساحل الغربي:
- قبل 2 ساعة و 38 دقيقة
تصاعدت حدة الاضطراب داخل مليشيا الحوثي خلال الأيام الأخيرة، مع بروز سلسلة وفيات واغتيالات غامضة طالت قيادات بارزة في مناطق مختلفة، الأمر الذي يعزز فرضية تفاقم صراع الأجنحة وتصفية الحسابات داخل المنظومة الحوثية، رغم محاولات الجماعة التكتم على التفاصيل.
ففي محافظة إب، أثارت الوفاة المفاجئة لعبدالجليل الشامي –المعين مديراً لمديرية النادرة– موجة واسعة من الشكوك، بعد إعلان الحوثيين أنها ناجمة عن "جلطة قلبية".. لكن مصادر محلية تحدثت عن شبهات اغتيال مرتبطة بخلافات مالية مع أطراف نافذة داخل المليشيا، وسط تضارب ملحوظ في الروايات وتعتيم كامل على ملابسات الحادثة.
وبعد ساعات من حادثة إب، شهدت صعدة تشييعاً واسعاً للقيادي البارز "محمد محسن بكر العياني"، أحد أخطر العناصر المسلحة في المليشيا والمرتبط مباشرة بالمؤسس حسين الحوثي؛ وشغل العياني مناصب حساسة بينها المسؤول المالي ومسؤول التسليح، ما يجعل مقتله ضربة موجعة للمليشيا.
ورغم التكتم الأمني الشديد، تشير المعطيات الأولية إلى أن مصرعه مرتبط بضربة جوية سابقة استهدفت مواقع للمليشيا، في ظل معلومات غير مؤكدة عن خسائر أخرى لم تعلنها الجماعة.
وتأتي هذه الحوادث في سياق تفاقم الارتباك داخل صفوف الحوثيين، الذين فقدوا خلال الفترة الماضية عدداً من القيادات الميدانية نتيجة ظروف غامضة، ما يعكس حالة تفكك متزايدة وتراجع قدرة المليشيا على احتواء أزماتها الداخلية.
وتكشف التطورات الأخيرة مسارين متداخلين. الأول، صراع الأجنحة وتصفية الحسابات، فتاريخ المليشيا في التعامل مع الخلافات يشير إلى دخولها مرحلة أكثر عنفاً، مع تصاعد النزاعات المرتبطة بالمال والامتيازات والنفوذ داخل مراكز القرار؛ والثاني، التدهور الاقتصادي وانفجار السخط الشعبي، فالأزمة المعيشية وانكماش الموارد تزيد من احتمالات الانشقاقات، وتفتح الباب أمام عمليات تصفية داخلية بين أطراف تبحث عن تثبيت مواقعها في ظل بيئة مضطربة.
وتواجه مليشيا الحوثي اليوم سلسلة مؤشرات تكشف عن تصدعات بنيوية حادة، في ظل غموض يلف تصاعد تلك الأحداث وتكتم غير مسبوق حول تفاصيلها، ما يطرح تساؤلات مفتوحة عن مستقبل تماسك المليشيا، وما إذا كانت هذه التطورات مقدمة لتحولات أكبر قد تهز بنيتها خلال المرحلة المقبلة.
