شركة أميركية ساعدت إيران في انتهاك العقوبات الأميركية!

  • الساحل الغربي/ الشرق الأوسط/ وكالات:
  • 02:22 2022/02/19

تزايدت الأحاديث في الأرجاء الإعلامية والاستخباراتية حول عقوبات شكلية جدا وغير فاعلة أو مفعلة تلك التي تفرضها الإدارة الأميركة على إيران؛ من تصدير وتهريب وبيع الأسلحة وتزويد المليشيات المنتشرة في المنطقة ومن بينها مليشيات الحوثي في اليمن بالسلاح والوقود والدعم المتعدد وحتى تجارة وبيع النفط وتوزيعه.
في تلك الأثناء والأجواء جاءت هذه القضية / الفضيحة التي فجرتها جماعة أميريكة "متحدون ضد إيران النووية".
 
قالت جماعة حقوقية مقرها نيويورك، إنه من المحتمل أن تكون ناقلة نفط مملوكة لشركة أسهم خاصة مقرها لوس أنجليس قد شاركت في التجارة غير المشروعة للنفط الخام الإيراني في البحر على الرغم من العقوبات الأميركية التي تستهدف إيران وسط انهيار اتفاقها النووي مع العالم.
 
وقالت الشركة إنها تتعاون مع محققين تابعين للحكومة الأميركية للتأكد من صحة المعلومات التي أثارتها جماعة «متحدون ضد إيران النووية» في رسالة، يوم الثلاثاء الماضي، إلى شركة «أوكتري كابيتال مانجمنت» التي تمتلك أصولاً تزيد قيمتها على 160 مليار دولار.
 
وذكرت وكالة «أسوشييتدبرس» أن صور الأقمار الصناعية وبيانات التتبع البحري تتوافق مع تحديد المجموعة للسفن المشكوك في تورطها وأظهرتها جنباً إلى جنب قبالة ساحل سنغافورة، السبت الماضي.
 
 
ويأتي نقل النفط المزعوم في الوقت الذي تتفاوض فيه القوى العالمية وإيران في فيينا بشأن استعادة الاتفاق النووي. وشهد الاتفاق قيام إيران بالحد بشكل كبير من تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، بما في ذلك تلك التي تستهدف مبيعاتها النفطية المهمة.
 
غير أن إيران تزعم حتى في ظل العقوبات الأميركية أنها تبيع الخام بمليارات الدولارات أكثر من ذي قبل، ومن المحتمل أن تكون مدعومة بارتفاع أسعار الطاقة إلى أعلى مستوى لها منذ سنوات وسط أزمة أوكرانيا الحالية. ومن شأن هذا أن يجعل المبيعات أكثر ربحية ويزيد من التحدي المتمثل في فرض العقوبات حال انهارت محادثات فيينا.
 
وقالت شركة «فليتسكيب» التابعة لشركة «أوكتري» التي تمتلك ناقلة النفط «سويز راجان»، إنها «ملتزمة باتباع أفضل الممارسات في عملياتها والامتثال لقوانين العقوبات الأميركية».
 
وقالت «فليتسكيب»: «نحن نتعامل مع أي ادعاء بعدم الامتثال على محمل الجد ونتعاون بشكل كامل مع السلطات الأميركية لإجراء تحقيق شامل في هذه الشأن»، ولم تخُض الشركة في التفاصيل.
 
 
ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية على الفور على طلب للتعليق، وكذلك رفضت وزارة الخزانة الأميركية، التي تحقق وتنفذ العقوبات، التعليق.
 
وأظهرت بيانات تتبع السفن في موقع «مارين ترافيك» أن الناقلة «سويز راجان» التي ترفع علم جزيرة مارشال في بحر الصين الجنوبي ظهرت قبالة شمال شرقي سنغافورة، السبت الماضي. وتُظهر البيانات أيضاً ناقلة النفط «فيرجو» التي ترفع العلم الليبيري في المنطقة ذاتها.
 
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة «Planet Labs PBC» للتصوير الفضائي لتلك المنطقة، ناقلات النفط تنقل النفط الخام من ناقلة لأخرى، وشوهدت القوارب في وضع مماثل.
وفي صور أقمار صناعية منفصلة لشركة التصوير الفضائي يعود تاريخها إلى 16 يناير (كانون الثاني)، بدت الناقلة «فيرجو» تقوم بتحميل النفط الخام من جزيرة «خرج» الإيرانية، التي تعد محطة توزيع نفط رئيسية. وتُظهر بيانات التتبع بشكل منفصل السفينة بالقرب من الجزيرة في ذلك الوقت تقريباً قبل التوجه إلى سنغافورة.
 
وأظهرت سجلات الأمم المتحدة أن مالكي الناقلة «فيرجو» هي شركة تدعى «Kondinave SA»، ومقرها «بيرايوس» اليونانية. وعند الاتصال بالشركة، أحال موظف أجاب على الهاتف الأسئلة إلى حساب بريد إلكتروني لم يرد على الفور.
 
وكان اتفاق إيران النووي لعام 2015 الذي أُبرم مع القوى العالمية سبباً لاستعادة إيران قدرتها على بيع النفط علانية في السوق الدولية. لكن في عام 2018، انسحب الرئيس دونالد ترمب من جانب واحد من الاتفاقية وأعاد فرض العقوبات الأميركية. وأغلق ذلك الباب في وجه كثير من تجارة النفط الخام المربحة لإيران، الذي يعد المحرك الرئيسي لاقتصادها وحكومتها.
 
لكن في الأشهر الأخيرة، أوحى المسؤولون الإيرانيون بأنهم تمكنوا من بيع النفط الخام بالتحايل على العقوبات الأميركية. وأصدر البنك المركزي الإيراني إحصاءات في بداية فبراير (شباط) تشير إلى أنه حقق 18.6 مليار دولار من مبيعات النفط في النصف الأول من العام الفارسي، مقابل 8.5 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لصحيفة «إيران» الحكومية.
 
ومن المعتقد أن غالبية هذا النفط تتجه إلى الصين، وبعضه من خلال عمليات نقل مماثلة من سفينة إلى أخرى والتي تعتقد جماعة «متحدون ضد إيران النووية» أنها تمت من خلال الناقلة «سويز راجان» الأسبوع الجاري. كما استقبلت فنزويلا ناقلات إيرانية في موانئها.
 
وذكرت جماعة «متحدون ضد إيران النووية» في رسالتها إلى شركة «أوكتري كابيتال» أن إيران «تعتمد على صناعة الشحن الدولية لواردات التكنولوجيا الحساسة والسلع الصناعية وكذلك صادرات النفط والبتروكيماويات اللازمة لتمويل برنامجها النووي».
 
وذكرت الحكومة الأميركية أيضاً أن عائدات مبيعات النفط الإيراني تمول «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«لحرس الثوري» الإيراني، المدرج على القائمة السوداء الأميركية منذ أبريل (نيسان) 2019.
 
 

 

ذات صلة