الجنوب مركز الثقل.. بوصلة المعركة تعود إلى اتجاهها الصحيح نحو تحرير صنعاء

  • عدن، الساحل الغربي:
  • قبل 2 ساعة و 37 دقيقة

أعاد نائبا مجلس القيادة الرئاسي، الفريق أول ركن طارق صالح، واللواء عيدروس الزُبيدي التأكيد أن الجنوب بات يشكل اليوم مركز الثقل والمحور الحاسم في المعركة الوطنية الهادفة إلى تحرير الشمال وصولاً إلى العاصمة صنعاء، في ظل تحركات متسارعة لإعادة توحيد الجهود وترميم الصف المناهض لمليشيا الحوثي.
 
وخلال اتصالهما، بحث الجانبان مستوى التنسيق العسكري والأمني لمواجهة المليشيات الإرهابية –وفي مقدمتها الحوثيون وتنظيم القاعدة– مؤكدين أن المعركة واحدة، وأن الخطر الذي يهدد اليمن والمنطقة مشترك.. واعتبرا أن توحيد الإمكانات السياسية والعسكرية هو الركيزة الأساسية للمرحلة الحالية وما يليها.
 
وشدد الزبيدي وطارق صالح على أن تحقيق الاستقرار في الجنوب يمثل نقطة الانطلاق الحقيقية لتحرير الشمال، وأن الجنوب اليوم هو الحاجز الأول أمام المشروع الإيراني في اليمن.
 
كما اتفقا على ضرورة تجنب المعارك الجانبية وتفعيل مؤسسات الدولة في المناطق المحررة لضمان بيئة صلبة لأي مواجهة قادمة.
 
وقد أكد الزُبيدي خلال اجتماعه بمحافظ البيضاء اللواء الخضر السوادي أن الجنوب بلغ "أعلى درجات الجاهزية لأي معركة قادمة"، مشيراً إلى أن الاستقرار الأمني والسياسي الذي تحقق لم يكن غاية بحد ذاته، بل قاعدة صلبة لإطلاق عملية تحرير الشمال.
 
وقال الزبيدي إن صنعاء لن تُحرر بظهر مكشوف، لافتاً إلى أن قوات الجنوب أغلقت معظم شرايين التهريب التي كانت تمد الحوثيين بالأسلحة والمال لسنوات.
 
وأشار إلى أن الهدف التالي هو صنعاء، سلماً أو حرباً، فيما يمثل تحرير محافظة البيضاء أولوية استراتيجية لإضعاف الحوثيين من خاصرتهم الأضعف.
 
وأكد الزبيدي أن الجنوب سيكون رأس الحربة في مواجهة المشروع الإيراني، وأن قواته ستضع كامل خبرتها العسكرية في خدمة المعركة الوطنية، مشدداً في الوقت نفسه على أن الشراكة مع القوى الوطنية في الشمال تقوم على أساس ثابت يحفظ حقوق الجنوب وسيادته.
 
يعكس هذا الحراك المتصاعد تحولاً واضحاً في بوصلة المواجهة ضد الحوثيين؛ إذ لم يعد الجنوب مجرد مناطق محررة، لكنه أصبح المحور المركزي لأي عملية قادمة.
 
وتبرز عدة مؤشرات في هذا السياق. اهمها، توحيد الجهود بين القوى الوطنية من عدن إلى الساحل الغربي مروراً بتعز ومأرب ومختلف المناطق المحررة؛ وإغلاق مسارات التهريب التي مثلت شريان حياة للحوثيين لسنوات؛ ووضع معركة صنعاء كأولوية عسكرية واضحة في المرحلة المقبلة؛ وترسيخ معادلة جديدة قوامها أن قوة واستقرار الجنوب شرط لازم لتحرير الشمال؛ وتصاعد التحركات والتنسيق والدعم السياسي والعسكري من التحالف العربي، والذي يمهد لمرحلة ميدانية أكثر وضوحاً.
 
بهذه التحركات، تبدو الاستراتيجية الوطنية في اليمن وقد دخلت مرحلة إعادة ضبط المسار نحو الهدف الرئيسي «تحرير صنعاء وإسقاط المشروع الحوثي–الإيراني».
 
وفي ظل توافق القيادات العسكرية والسياسية على وحدة الصف وتجنب الصراعات الجانبية، يبرز الجنوب اليوم كمركز ثقل استراتيجي وقاعدة الانطلاق للمعركة الفاصلة التي قد تعيد رسم الخارطة اليمنية بالكامل.

ذات صلة