الجبهة الأميركية لحرب اليمن: «اللوبي الأممي» ضد «التحالف العربي»!

  • الساحل الغربي، أمين الوائلي:
  • 06:16 2022/02/17

استنفرت لوبيات متساكنة ضمن اليو إن (UN) جهودها من جديد خلال الأسابيع الماضية من العام الجاري 2022 في عمل موجه وممنهج يسلط الضغوط تجاه مؤسسات الحكومة والإدارة الأميركية لقطع الطريق أمام مشاورات داخلية وضغوط التحالف العربي وخصوصا القطبان الخليجيان المهمان لواشنطن السعودية والإمارات لإعادة النظر في قرار إزالة الحوثيين من القوائم الأميركية للمنظمات الإرهابية. كانت هذه اللوبيات مارست جهودا مشابهة لتعطيل قرار التصنيف ولحمل الإدارة الجديدة في واشنطن على التراجع عنه بذريعة الحالة الإنسانية.
 
"اللوبي الأممي"
 
لا يبدو أن اليمن وقضايا الحرب والأزمات المتعلقة بها سببا ونتيجة؛ تعني أو يمكن أن تعني ما هو أكثر أو أخطر من عقود عمل طويلة المدى، بالنسبة إلى تحالف عريض وعابر للبلدان والقارات والدول من الوكالات الأممية وشبكات مصالح وموظفون وعلاقات معقدة ووثيقة الارتباط والتأثير تشكل فيما بينها الجزء الأكبر والفاعل فيما يعرف باللوبي الأممي/ العالمي أو بطريقة أخرى ومباشرة الأمم المتحدة.
الفشل العميق والمتجذر لعمل الأمم المتحدة ومبعوثيها ووكالاتها تكرس في اليمن عبر سنوات الحرب على شكل شراكة فاحشة مع توطين الحرب والأزمات ومولداتها. هذا يعبر عن نفسه عمليا من خلال علاقات ضاربة فيما وراء السطح وخلف الواجهة مع أسباب الحرب والأزمة والمنافحة عن وحماية المليشيات الحوثية بكل السبل. 
تتعرض الإدارة الأميركية في البيت الأبيض ووزارة الخارجية كما هو الحال أيضا مع المؤسسة الدستورية الأولى في الكونغرس ومجلسي النواب والشيوخ لوابل من الضغوط والمراسلات والتحذيرات من مغبة إدانة الحوثيين، والأمر المثير بالفعل هو أن الإعلام الأميركي يقصي هذه النوعية من الأخبار الفعاليات عن الواجهة والاهتمام باستثناءات قليلة إحداها ما وردت من إشارات في تقرير نشرته مؤخرا فورين بوليسي على مضض (..).
 
"عقيرة الحالة الإنسانية"
 
يتذمر الخليجيون بصورة متزايدة ولا سيما أبرز حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة من التساهل والانصراف الذي تبديه الإدارة تجاه التهديدات الخطيرة لمليشيات إيران وعلى رأسها الحوثيين وهجماتهم غير المسبوقة والعابرة للحدود.
 
وفي موازة أو مواجهة هذه المسارات تنشط مسارات الضد وتتصدى لها الأمم المتحدة ومسؤولوها واللوبيات المرتبطة والمشابهة في تكتل واحد يرفع لواء الأوضاع الإنسانية والمجاعة والإغاثات وتدفق المساعدات.
 
قال رئيس الوزراء اليمني مؤخرا، متذمرا بصورة مقصودة، إن من لا يعاقب الإرهاب فإنه يأمر بصناعته (..). هذا تعبير صارخ عن اليأس والحنق معا. سلسلة من المقالات والكتابات والتقارير في الإعلام الخليجي الرئيسي وتدوينات مركزية لفاعلين رسميين أو مقربين هي الأخرى تبنت خطا مشابها هو مزيج من التذمر والاستياء بشأن المواقف والسياسات الغربية والأميركية بالخصوص.
 
وعود.. ولكن "بدون طحين"!
 
على صلة بالخلفيات، وبالإشارة إلى تصريح يتيم للرئيس بايدن حضي بترحيب عربي كبير ولا يزال قال فيه إن إعادة الحوثيين للقوائم الأميركية كمنظمة إرهابية "قيد النظر"، كان قد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس، في إيجاز صحفي في وقت سابق من هذا الشهر، إن إدارة بايدن ستستخدم "جميع الأدوات المناسبة ، بما في ذلك العقوبات ومعاقبة قادة الحوثيين" لمحاسبة الحوثيين مع البقاء "ملتزمين ببذل كل ما في وسعنا ، على نحو فعال. قدر الإمكان لمواجهة الطوارئ الإنسانية التي ما زالت تعصف باليمن".
  مــزيــد: 
 
وتعلق (FP) بأن ذلك "يعكس أيضًا الإحباط المتزايد بين كبار مسؤولي البيت الأبيض داخل إدارة بايدن ، بما في ذلك ماكغورك ، بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي استهدفت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والتي نسبتها الحكومتان وواشنطن إلى الحوثيين.
 
"ومما يزيد هذه الإحباطات تعقيدًا: تعثر جهود بايدن التي استمرت عامًا لإحياء محادثات السلام بين الحكومة المعترف بها دوليًا والمتمردين الحوثيين - بقيادة المبعوث المعين من قبل بايدن للصراع والدبلوماسي المحنك والخبير الإقليمي تيم ليندركينغ - على الرغم من عام من الدبلوماسية المضنية."
 
في تلك الأثناء، يستشهد صحفي ومراسل في واشنطن خلال محادثة مع الساحل الغربي، الثلاثاء، بتصريح سابق لدبلوماسي عربي خليجي يشخص الموقف الأميركي الرسمي بالقول "إن الوعود والتصريحات الأميركية مهما أخذت جانب الصرامة، إلا أنها غالباً ما تمر بسلام على المليشيات الإيرانية، ودون طحين." (..)، في إشارة إلى اليأس من تأخر أي خطوات عملية.
 
 

ذات صلة