تعز.. «معبر الدحي» المنفذ الوحيد لمدينة محاصرة : روايات شهود وضحايا

  • تعز، الساحل الغربي، إلهام الفقي:
  • 10:51 2021/11/14

"معبر الموت"، هكذا يُسمى على لسان سكان المدينة، "معبر الدحي" المنفذ الوحيد لمدينة محاصرة بحاجز حديدي وقناصة تراقب تحركات العابرين، خلال أكثر من عام.
 
انتهاكات 
 
تقول الناشطة صباح محمد، إن الحوثيين استخدموا كل وسائل الانتهاكات بحق أبناء المدينة، فكانت المرأة أبرز الضحايا..
 
تعرضت نساء المدينة للتحرش، ونهب ممتلكاتها مقابل المرور من المنفذ، المواد الغذائية والأدوية وكل شيء قد تمتلكه يتم مصادرته حتى وائتات المياه كان أحد المسلحين يتكفل يلوثها بالمخلفات الآدمية..
 
وتضيف، إنه ذات مرة كانت هناك امرأة كبيرة في السن تحمل أسطوانة الغاز، وبينما أرادت عبور المنفذ ورفضت أن تترك الغاز، أخذ أحد مسلحي الحوثي سلاحه وأطلق رصاصة عليها فسقطت مضرجة دمائها على الأرض.
 
لم يكن أحد يستطيع أن يدخل المدينة عبر المنفذ إلا بصعوبة أو يدفع الثمن حياته، أو يتخلى عما يملك من مواد غذائية. 
 
تقول الشابة يسرى البيضاني، إن مليشيات الحوثي كانت تتعمد إذلال وإهانة المارين من وإلى المدينة، بالإضافة إلى تعرضهم في الغالب إلى رصاصات القناصين المتمترسين فوق نقطة التفتيش بسبب أو بدون سبب.. ”أوقات يجبرونا بالجلوس وإرغامنا ترديد الصرخة الحوثية، وبعدها يجبرونا بالوقوف وترديد الصرخة".
 
 
تضيف، إن الحوثين قاموا باحتجازهن من قبل الظهيرة حتى العصر في معبر الدحي وفرضوا عليهن ترديد الصرخة وتعرضت الحقائب للتفتيش ونهب الأشياء الثمينة، كل ذلك مقابل المرور إلى المدينة المحاصرة بالموت.
فهناك من يتعرض للضرب المبرح، وهناك من يتعرض للقتل برصاص القناصة حتى النساء والأطفال سقطوا ضحايا تلك الانتهاكات. فقد قتل قناص الحوثي فؤاد سعيد وأصاب طفله سعيد، كان المنفذ مقصلة لمن ما زال يحلم بدخول المدينة.
 
حصار خانق 
 
لا الماء ولا الدواء ولا المواد الغذائية تستطيع الدخول إلى المواطنين خلال الحصار، فالماء كان مجندون حوثيون يتبولون على الوائتات أو يمنعون دخوله إلى المدينة، أما الغذاء فمن الصعب تجاوز المنفذ وأنت تحمل أكياساً تحتوي على مواد استهلاكية أساسية وإن سمحوا بالمرور فلا تتجاوز ما يكفي قوت يومك حسب رويات الأهالي. 
 
الدواء وأسطوانات الأكسجين مشقة كبيرة تحمل عبءها كل سكان القطاع المحاصر بالهلاك، صادرت مليشيات الحوثي ثلاث شاحنات أدوية مقدمة من منظمة أطباء بلا حدود للمستشفيات داخل المدينة، فاقم ذلك الوضع الصحي أكثر وأغلقت المستشفيات أبوابها إلا القليل منها ظلت تكافح في سبيل إنقاذ الجرحى وضحايا القصف المدفعي حتى انكسر الحصار.

ذات صلة