غادر المحويت إلى الجوف بسجل أسود... من هو فيصل حيدر وماذا قال له شيخ حجوري؟
- المحويت، الساحل الغربي، خاص:
- 03:14 2021/05/04
غادر القيادي الحوثي فيصل حيدر محافظة المحويت ليخلفه حنين قطينة، منتصف أبريل، بعد أن ترك سجلاً أسود من الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها والمشرفون التابعون للمليشيات في جميع مديريات المحافظة خلال ثلاث سنوات ونصف.
في نهاية العام 2017 عيّنت مليشيات الحوثي الإرهابية القيادي الحوثي فيصل حيدر محافظاً للمحويت، وبعد أن نفذ مهمته الإرهابية في المحويت أوكلت إليه مليشيا الحوثي مرة أخرى مهمة في محافظة الجوف بتعيينه محافظاً خلفاً للمراني الذي عينته الجماعة وزيراً للنقل.
من هو فيصل حيدر؟
فيصل حيدر من حرف سفيان صعدة، عُين من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية محافظاً لمحافظة المحويت عقب نجاح المليشيات في ديسمبر/ كانون الأول 2017، في إخماد الانتفاضة في ديسمبر من العام 2017م، واقتصرت التعيينات عقبها على الحوثيين القادمين من صعدة والمقربين تحديداً من دائرة زعيم الجماعة الإرهابية عبدالملك الحوثي..
وعُين خلفاً للمحافظ السابق أحمد علي محسن الأحول، ليس لأن الأخير كان مقرباً من صالح، وكثيرون غيرهم تحولوا بسرعة خاطفة في ولائهم للحوثيين، وأحد أبناء هؤلاء يعمل وزيراً في حكومة الميليشيا (غازي الأحول).. بل لأن المرحلة تتطلب شخصًا أكثر نشاطًا للعمل لصالح السلالة ينفذ القمع والاستقطاب والتجنيد...
وبعد تعيينه عمل على عزل المؤتمريين الذين كانوا يسيطرون على 99٪ من الإدارات التنفيذية في محافظة "مؤتمرية" أو كانت دائما مغلقة على حضور وشعبية الشعبي العام، واستبعد كل الموالين للرئيس السابق من مناصبهم واستبدلهم بسلاليين مكانهم أو غيرهم ممن فضلوا التخلي عن الولاء للمؤتمر وأصبحوا حوثيين أكثر من الحوثيين أنفسهم (الأمين العام علي الزيكم أنموذجاً).
وخلال فترة توليه من نهاية عام 2017 وحتى تاريخ انتقاله إلى الجوف في منتصف أبريل/ نيسان الماضي، ازدادت الأوضاع سوءًا في المحافظة وشددت المليشيات قبضتها الأمنية. وتشرد كثير من أبنائها الذين عارضوا الفكر العنصري للحوثيين، وتحول معظم المشايخ والقيادات وأصحاب المصالح المنتفخة إلى متعهدي جبايات ومجندين لميليشيات الحوثي. بدافع الخوف من أجل حماية مصالحهم، أو الخوف على حياتهم ومستقبلهم، أو حقدًا على خصومهم الموالين للشرعية.
المحويت بدون خدمات
منذ اليوم الأول لتواجده، أغلقت المحطات الرسمية التي تبيع النفط ومشتقاته والغاز، وتحولت إلى سماسرة السوق السوداء، التي يفرضوا من خلالها مبالغ مضاعفة على المواطنين للحصول على البنزين أو الغاز.
إضافة إلى ذلك، كان يستولي حيدر وزبانيته على أكثر من ثلاثة آلاف سلة غذائية تصرفها منظمات إغاثية كل شهر
من سجله الأسود:
بعد أن قام القيادي الحوثي فيصل حيدر بإقصاء كل المشكوك في ولائهم من أجهزة الدولة بالمحافظة ومكاتبها التنفيذية ومديري المدارس... نفذ الخطوة الثانية وهي الأخطر بالانتهاكات الجانب التعليمي، منها: تغيير أسماء بعض المدارس ذات الرموز الجمهورية السبتمبرية والوطنية والدينية بأسماء عنصرية أو أسماء بعض قتلاهم (عمار إبراهيم، حسين الملصي...).
وقام بتغيير قيادات مديري مكاتب التربية في مختلف المديريات من الشخصيات الحوثية معظمهم سلاليون، بالإضافة إلى فرض حضور دورات طائفية للمعلمين ومديري المدارس، والزام المدارس بحشد طلاب للجبهات، ونتيجة لذلك فقد غادر نحو 20 ألف طالب مدارسهم في المحويت وذهبوا يبحثون عن المعيشة وهروباً من تجنيد الحوثيين
إسقاط المشايخ والوجهاء
قامت المليشيات الحوثية بمحافظة المحويت بتدجين كثير من الشخصيات الاجتماعية والقبيلة، وجعلوا بقاءها مرهونًا بمدى إثبات نجاحهم في الجبايات وتجنيد المقاتلين والتحشيد للفعاليات والدورات، من أبرز تلك الشخصيات (علي الزيكم، عمار خميس، مجاهد النصيري، العزي الشجاف، زيد أبو علي، محمد أبو علي، حمود شملان، صالح العزكي، عبدالسلام الذماري).
كما عمل على التخلُّص من بعض القيادات المؤتمرية المشكوك في ولائها، فمثلا تم الضغط بشكل كبير على مدير عام مديرية ملحان محمد يحيى عبيد، في التجنيد وجمع الإتاوات حتى تُوفي بذبحة صدرية، أما محمد عبدالكريم بهجان أحد مشايخ مديرية بني سعد الذي عينته الجماعة وكيلاً للمحافظة ثم مديراً لمديرية ملحان، فقد أكدت المعلومات أنه تم تصفيته بحادث سيارة ولم يكن حادثا عاديا بل عملية اغتيال وتصفية.
تجنيد مقاتلين
إلزام المشايخ والوجهاء الموالين للجماعة في مختلف مديريات المحافظة في 2018م -تزامناً مع معارك تحرير الحديدة – بتجنيد 2000 مقاتل – اجباريا - لرفد جبهاتهم وبالأخص الساحل الغربي والحديدة، ومبلغ 2-4 ملايين ريال تقريبا تتفاوت من مديرية إلى أخرى؛ لتجهيز قوافل غذائية إلى جبهاتهم!
بالإضافة إلى إلحاق المشايخ والتربويين والشخصيات الاجتماعية والأمنية والعسكرية في دورات تدريبية تخصصية طائفية، وأخرى ثقافية فكرية، في صعدة وذمار والأهجر وصنعاء وأماكن أخرى، حيث نشطوا -في المحافظة- بهذا المجال بشكل أكبر عن الفترة السابقة!
المساجد..
قامت المليشيات الحوثية في محافظة المحويت بتوجيه فيصل حيدر بالضغط على الخطباء وإحلال خطباء وأئمة سلاليين حوثيين في كثير من المساجد، ومنع صلاة التراويح أو السماح في بعض المساجد لكن بدون مكبرات الصوت! ووجه بتغيير 156 خطيبًا بقوة السلاح وكلف شخصيات حوثية عقائدية.
حجور
كان لفيصل حيدر المشاركة في قمع انتفاضة حجور / حجة الأخيرة التي اندلعت في يناير 2019 وكلف بذلك أحد أبرز قيادات الحوثيين بالمحافظة الملقب عبده الشامي أحد قيادات الأمن الوقائي للمليشيا الذي لقي حتفه في عبس أثناء فشلهم في إطلاق باليستي.
كما شكلت المليشيات الحوثية بالمحويت غرفة عمليات خاصة لقمع انتفاضة حجور، بمجموعات حوثية وإرسالهم للمشاركة في قتال أبناء حجور.
وأكد مصدر مسؤول في المحويت للساحل الغربي أن أحد شيوخ حجور اتصل بفيصل حيدر حينها وكال له الشتائم وحمله المسؤولية وقال له بالحرف: إن المستقضي بعد سنة مستعجل!
اجتياح الجوف
وعمل حيدر على إلزام الشيوخ ومديري الإدارات العامة والمكاتب التنفيذية والشخصيات الاجتماعية والتعليمية ومديري المدارس بزيارة الجبهات في العيد لتفقد المقاتلين أو القيام بدور التوجيه الأخلاقي لرفع الروح المعنوية واستقرار المقاتلين، وهو شخصيًا ذهب إلى جبهات الجوف قبل التجاوز.
ومنذ سقوط حزم الجوف في آذار 2020م في أيدي المليشيا، تواجد فيصل حيدر باستمرار بأعداد كبيرة مع بعض المشايخ والأعيان الموالين للجماعة، وكان من بين أبرز الداعين للنكف والتحشيد القبلي.
سجون ومقابر وتجنيد للأطفال
ما تم رصده خلال هذه الفترة تجنيده لـ 175 طفلاً وإلقائهم في جبهات القتال ويمكن القول بأن أكثر من ثلث قتلاهم من أبناء المحويت هم من فئة الأطفال، في محافظة صغيرة المساحة وقليلة الكثافة السكانية.
واستحداث 10 مقابر موزعة على مختلف المديريات.
السجون التي تم إنشاؤها في عهده ومنها السجون السرية في كوكبان وشبام والمصنعة بالمدينة، بالإضافة إلى سجن الرجم، وتحويل مباني إدارات ومديريات أمن المحافظة إلى سجون للمعارضين.
من سجل أسود
أخيراً، هذه عينة بالعدد من الانتهاكات والجرائم التي تم رصدها في المحافظة في عهد القيادي الحوثي فيصل حيدر، منها:
تعذيب 173 شخصا في سجونها.
وخطفت نحو 1690 مواطناً من المحافظة.
بالإضافة إلى ذلك، تم تجنيد 175 طفلاً وإلقائهم في جبهات القتال.
إضافة إلى 41 استبعاد من الوظيفة.
و27 حالة نهب وتكسير محلات تجارية، واستحداث 17 نقطة تفتيش للتضييق على المواطنين في مداخل المحافظة وطرقها، وفرض 156 خطيبًا بقوة السلاح.
بالإضافة إلى إنشاء 7 معسكرات تدريبية بإشراف خبراء من إيران وحزب الله.
القتلى
ومن خلال متابعات وومصادر؛ قُتل حوالى (449) شخصًا على النحو التالي (مع العلم أن العدد ليس نيهائيًا):
- عام 2018 قُتل (148) شخصاً.
- عام 2019م قُتل (62) شخصاً.
- عام 2020م قتل (189) شخصاً.
من بداية عام 2021م وحتى اليوم (50) شخصاً.
ذهب حيدر.. جاء قطينة
هذا هو القيادي الحوثي فيصل حيدر المجرم الذي غادر المحويت دون عقاب.
ما مصير الجوف بعد دخول هذا الإرهابي؟ وهل سيستمر مسلسل الجرائم والانتهاكات الحوثية في المحويت بعد أن عينت المليشيات حنين قطينة محافظاً، لها والذي يعتبر أحد أبرز المشايخ والوجهاء الذين ساندوها بالمحويت.
ورغم كل هذه الانتهاكات الجسيمة التي تم رصدها ارتكبتها مليشيات الحوثي في عهد حيدر، إلا أن الموالين للجماعة بالمحافظة وعلى رأسهم الأمين العام علي الزيكم قاموا يوم السبت 1 مايو/أيار 2021م بإقامة حفل تكريم وداع له واستقبال لخلفه قطينة لتبدأ المحويت مرحلة جديدة من مسلسل الانتهاكات الحوثية.