سجون الحوثيين «مقابر الأحياء» (7): فظائع سجن الشونة بذمار
- الساحل الغربي، سلسلة تقارير - ماجد الحيلة:
- 10:46 2021/01/29
"عندما يتم نقل الضحية من سجون المليشيا في مدينة ذمار ، إلى سجن واجبات معبر، يتم إيهامه بأنه سيُعدم في مكان ما، والبعض الآخر يوهم بأنه سيرمى من على متن الطقم العسكري وهو في أقصى سرعة، والبعض يوهم بأنه سيُرمى من شاهق" - شهادة سجين.
يقع سجن الشونة أو سجن الواجبات، كما يسميه البعض، ضمن مبنى المجلس المحلي لمديرية معبر، وهو عبارة عن غرف مخصصة لتخزين حبوب وبذور المحاصيل الزراعية التي يتم تجميعها من المواطنين ضمن بند الزكاة، بلا تهوية أو إضاءة أو نوافذ، أو صرف صحي حولته مليشيا الحوثي إلى سجن، تمارس فيه أسوأ أنواع التعذيب بحق المختطفين.
يقبع بداخل سجن الشونة أكثر من 150 معتقلاً، معظمهم من أبناء محافظة ذمار، بالإضافة لمختطفين ينتمون لمحافظات أخرى.
ويتكون سجن الشونة من ثماني زنزانات مظلمة، يأكل المعتقل فيها ويقضي حاجته في نفس المكان.
التحقيق والتعذيب
يتم استدعاء المختطف عند منتصف الليل بعد عصب عينيه، يتعرض المعتقل خلال جلسات التحقيق للضرب المبرح حد الإغماء، والتبول والبراز اللا إرادي، والضرب بالبنادق والجلد والإيهام بالغرق والتهديد بالسلاح وإطفاء السجائر على أجساد المختطفين والتعذيب بالكهرباء من أجل الاعتراف بأشياء لم تكن للمختطف أي علاقة بها وإنما لمجرد الاتهام والشك في ولاءات هذا الشخص.
وبعد أسبوع من التحقيق يتم نقل المعتقل من الزنزانة الانفرادية إلى غرفة بها معتقلون آخرون، مليئة بالحشرات، وبلا ضوء، يقضي المعتقلون حاجتهم في أكياس بلاستيكية وبلا خصوصية.
بالإضافة إلى أن وجبات الطعام التي تقدم للمعتقلين غير منتظمة، حيث تقدم لهم المليشيا خبزاً متعفناً وأرزاً رديئاً وفولاً مخلوطاً بالحشرات والأتربة، وكل قطعة خبز لثلاثة أو أربعة أفراد.
شهادة سجين
وبحسب تقرير نشرته إحدى المنظمات، يقول أحد ضحايا سجن الشونة، ويدعى مراد: "عندما يتم نقل الضحية من سجون المليشيا في مدينة ذمار ، إلى سجن واجبات معبر، يتم إيهامه بأنه سيُعدم في مكان ما، والبعض الآخر يوهم بأنه سيرمى من على متن الطقم العسكري وهو في أقصى سرعة، والبعض يوهم بأنه سيُرمى من شاهق، ويتبادل المسلحون الكلام بما يوحي أنهم سيقتلون الضحية، أما عندما يطلب الضحية الماء فيجيبونه بأنهم سيسقونه البول، موجهين الأمر لأحدهم بأن يتبول حتى يشرب الضحية".
يشرف على سجن الشونة عديد مشرفين حوثيين، منهم أحمد عبدالله الشرفي المكنى "أبو حمزة"، والمُعيّن من المليشيات مديراً عاماً للشرطة في محافظة ذمار.
وتفيد التقارير الحقوقية أن أكثر من 14 مختطفاً بمحافظة ذمار توفوا إثر تعرضهم للتعذيب الشديد في سجون ميليشيات الحوثي منذ انقلابها وسيطرتها على مؤسسات الدولة عام 2014م.
■ اقرأ سلسلة تقارير: