«صراع الطيرمانات»: اجتماع مع شاشة سامسونج!
- صنعاء، الساحل الغربي، أمين الوائلي:
- 04:19 2020/11/28
قال الخبر، إنه اجتماع "مع حكومة الإنقاذ الوطني وقيادات عليا في الدولة"، هؤلاء اجتمعوا مع شاشة وإليها استمعوا.
مضمون خبر الإعلام الرسمي للمليشيات الحوثية حول محتوى اجتماع قيادات السلطة الحوثية إلى شاشة تلفزيونية للاستماع إلى تسجيل فيديو لعبدالملك الحوثي، لا يقول (الخبر) شيئاً ذا بال يؤشر إلى استثنائية هكذا حصة تلقين، باستثناء الكثير من الهراء والجهل حول مقولات ومقولبات نظرية ليس بينها رابط، من الهوية الإيمانية إلى أولويات الأولويات وعوامل العوامل و"ضرورة تحديد الأولويات الواقعية والحقيقية التي تواجه التحديات وتحقق الطموح وتراعي الواقع والظروف" بالنص.
حالة التوهان والإرباك التي طبعت مضمون ونص الخبر المعمم تعطي إفادة وحيدة حول طريقة سلق الخبر مطعماً بالأهم من هراء ومقولات لصيقة بالرجل وخطاباته، لكن ليس هذا هو ما جُمع هؤلاء في فصل واحد لأجله. ما لم يُقل وليس ما قيل في الخبر، هو الخبر.
بن حبتور وجماعة العمال الآخرين عهدة مشرفي الحوثي وقناديل الطيرمانات حشروا في صالة ضيقة تعلوهم فوق رؤوسهم صورتان (للمشاط وسلفه الصماد) علقتا بعناية وقصدية واضحة لتظهرا في المشهد المتلفز - المصور، وهذه بحد ذاتها إفادة مجملة ومفصلة!
يقول العليمون، إن المشاط الحانق على "خُبرة محمد علي" الذين باتوا يتمسخرون به ويحطون من قدره علانية وبجرأة غير مسبوقة في الإعلام ومواقع التواصل، يستقوون على الرجل ضعيف الجناح والوِرك ومبتوت الصلة بأنزيمات القندلة السلالية، قد شكا لسيده أكثر من مرة وفي الأخيرة أراد الاستعفاء "يروح بيتهم" ويشوفوا لهم رئيس (..)، علاوة على أن أوامر وتوجيهات المشاط (يقال بكثرة وتهكم) إنها "ما تمشيش حتى بمكتبه" فضلاً عن الوزارات والجهات المعنية".
استفحل صراع التكتلات التي تتمحور حول مراكز حوثية داخل البيت المسكون بالعفاريت، عفاريت المصالح، وضربت مفاعليه شقوقا أفقية وعامودية من رأس الرئاسة -المركوزة صورياً، تماماً صورة (صورتا) المشاط في المشهد الرديء المتلفز لحصة الجمعة 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020- وصولاً إلى الإدارات الدنيا والأصغر حتى وصل الأمر إلى أجراء وعمال الحوثة في أمن ونيابة صعدة ذاتها، على أن طفح وعفونة الفساد والعبث واللصوصية ملأت روائحه المدن والمناطق من إب وذمار وحجة وحتى صنعاء وعمران وصولاً إلى صعدة المنسية في الإعلام وحتى في خطاب الأطراف الأخرى المضادة والمواجهة للحوثيين.
استحال الجمع بين قناديل حوثة سلطة الطيرمانات وثورية المنازل وزنابيل الرئاستين المركوزتين صوريا، المشاط وبن حبتور. أما أحمد حامد، أو شيء من هذا الشيء، فيمضي في سلطات ورئاسة لوحده مستقوياً بما يقول إنه تفويض من سيده، وتصادمت الرؤوس وصار من الشائع استخدام مقولات وتقارير أفسد فاسدي الحوثيين وعهدهم اللعين (المركزي للرقابة والمحاسبة) في تصفية الحسابات وإطاحة المحسوبين على مراكز مقابلة، وجميعهم يتساوون في الفساد ويتفاوتون في دعاوى الأحقية والأسبقية.
حصة الاجتماع إلى شاشة سامسونج (ليست أقل من 48 بوصة) ومتابعة كلمة مسجلة، جاءت في هذا السياق، بالحد الأدنى كان هذا موضوع الدرس.
لكن ما لا يقال أيضاً، أن الإيراني حسن إيرلو أوصى (الأصح أمر) بهذه الحصة كجزء من آلية لتفعيل الحوثي واستخراجه أكثر من سرداب الغيبة أو الغياب. هي واحدة من أوليات عهد السفير (الوالي) مطلق الصلاحيات، طبعاً ليست الأولى، ولا يقتصر الأمر هنا فقط على تصفية حسن زيد وهرس أسمال البرلمان فالسوابق أسبق من هذا التاريخ بكثير.
مؤكد أن صراعات طيرمانات الحوثيين، ليست تتكاثر فحسب بل وتكاثر حولها الأحلاف والمحالفين، ومهما استفحل الصراع فإن زنابيل المسميات الوظيفية والمناصب الديكورية يمثلون حظيرة كباش التضحيات على سبيل التسويات البينية.
نسب حوثة "المسيرة نت" إلى سيدهم أنه توجه بالكلام إلى طلاب حصة يوم الجمعة يحدد لهم المطلوب منهم فيما هم فيه من وظائف "باعتبارها مقاما للعطاء والبذل والتضحية وليست منصبا للأخذ وتحقيق المكاسب الشخصية"، على اعتبار أن المصالح والمكاسب مفردة حصرا لقناديل النهابة الكبار ولصوص النفط والغاز والبنوك والسوق السوداء والوكالات والاستثمارات على دماء معاناة وفقر وفاقة اليمنيين.
وليس مؤكداً، بل ولا حتى واردا، أن يكون المشاط قد حصل على ترضية بالتمكين من صرف حتى ثُمن راتب لمرة واحدة في رئاسته حتى.
والملف مفتوح..