"قَتَلْتُه بثلاث أو أربع طلقات": حوثي يعترف واستئناف إب تبعده عن القصاص
- إب، الساحل الغربي، خاص:
- 10:47 2020/11/22
من سوء طالع المغدور به ابن محافظة إب "نشوان المبارزي"، أن مظلوميته وضعت في يد سلطة قضائية تحركها، بدورها، أيد مليشياوية حوثية ملطخة بدماء كثيرين مثله، وقد زاد حظه سوءاً أن القاتل -المُدان- هو نفسه عنصر بداخل المليشيات تلك وقريب لواحد من قاداتها النافذين.
في أكثر من مناسبة تحدث إعلام جماعة الحوثي الكهنوتية عن إنجازات في جانب القضاء التابع لها من مثل إصدار أحكام بحق مجرمين وقتلة وفاسدين وغيرها، بحثًا من وراء ذلك عن الظهور بكفتين متزنتين وأنها جماعة عادلة.
وفيما تظل تلك الأحكام محل جدل، إذ من غير الممكن التحقق من طبيعة القضايا المتعلقة، فإن المؤكد أن قضاء الجماعة يصرف نظره تماماً في مناسبات مماثلة، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بأحد المنضوين تحتها، بل يبقى المتهم، لدى عدالته، بريئاً حتى لو أُثبتت إدانته.
تأكيداً على ما سبق، حصل "الساحل الغربي" على نسخة من وثيقة بعنوان "قائمة بأدلة الإثبات" تعود لتاريخ 22 سبتمبر 2012، بخصوص مقتل المواطن نشوان المبارزي على يد الحوثي "عبدالكريم محسن النوعة".
الوثيقة تشير في مطلعها إلى أن "المتهم عبدالكريم محسن النوعة اعترف في محاضر الشرطة وتحقيقات النيابة أنه أطلق على المجني عليه نشوان سعيد ثلاث أو أربع طلقات ثم شاهد المجني عليه يسقط إلى الأرض، وأنه الوحيد الذي أطلق النار على المجني عليه".
كما وتورد الوثيقة، إلى جانب اعتراف الجاني، ست شهادات متطابقة أدلى بها شهود عيان كانوا في مسرح الجريمة وقتها.
ولما كانت القضية بهذا الوضوح "ومعززة بالشهادات والبراهين الدامغة والأدلة التي لا تقبل التشكيك أبداً؛ أصدر قاضي المحكمة الابتدائية حكماً بالإعدام بحق الجاني عبدالكريم النوعة". وفقاً لمصدر مطلع على تفاصيل القضية
ويضيف المصدر لـ"الساحل الغربي"، إن "القضية ما زالت، مع مرور كل هذه السنوات، معلقة حتى الآن في محكمة استئناف محافظة إب"، موضحاً أن المحكمة عقدت إلى اليوم ما يداني الـ99 جلسة.
ويرجئ المصدر سبب إطالة أمد القضية وعدم إصدار حكم الإعدام المفترض إلى أن "رئيس محكمة الاستئناف عبدالعزيز الصوفي يحاول البحث عن أي ثغرة للتلاعب بالقضية وإنقاذ القاتل من حكم الإعدام واستعاضته بديّة".
ومع أن هذا النوع من التواطؤ القضائي شائع، لسبب وآخر، في المحاكم الخاضعة لسلطة مليشيات الحوثي؛ إلا أن اللافت هذه المرة أن تقاعس محكمة استئناف إب وسعيها لإنقاذ الجاني من القصاص "يأتي بضغوطات من ابن عم القاتل وكيل القيادي الحوثي "علي بن علي النوعة" وكيل محافظة إب للشؤون الإدارية والمالية رئيس لجنة الحشد والتعبئة لرفد الجبهات في مديريتي السياني وذي السفال، بحجة أنه قدّم العشرات من أبناء عمه وأقاربه قتلى وجرحى في الجبهات"، بحسب المصدر.