بالوثائق- الحوثي يزور والشرعية تُعَمِّد.. تزوير وبيع شهائد امتياز طبية بجامعة إب ومصادرة أموال النفقة الخاصة
- إب، الساحل الغربي، خاص:
- 10:22 2020/11/15
كشفت وثائق، تم تسريبها لموقع "الساحل الغربي"، عن عملية تزوير وبيع لأكثر من سبعين شهادة امتياز لطلاب لم يتخرجوا بعد من كلية طب الأسنان جامعة إب.
أقدم عميد كلية الطب المُعيَّن من قبل مليشيا الحوثي في جامعة إب الدكتور مختار الدميني، وبسرية تامة، على تزوير وبيع شهادات امتياز لأكثر من سبعين من الطلبة الذين لم يتخرجوا بعد، والبعض منهم ليس موجوداً في اليمن، وذلك مقابل مبالغ مالية.
أكثر من خمسة وثلاثين ألف دولار أمريكي، أي ما نسبته خمسمائة دولار لكل شهادة امتياز أصدرها وباعها الدكتور الدميني خلسة واستلم ثمنها يداً بيد من كل طالب تم تسليمه الشهادة.
يتعلق الأمر بالرجل نفسه، بطل فضيحة الاجتياح الحوثي لجامعة إب والذي أبطلت المحكمة العليا تعيينه عميدا لطب الأسنان فأضاف له الحوثيون عمادة الطب البشري، حسبما عرض تحقيق وثائقي نشره "الساحل الغربي" في وقت سابق.
لم يقتصر الأمر على فساد العمادة والكلية، بل إننا ومن خلال الوثائق المسربة تأكدنا بأن هذه الشهائد تم تعميدها واعتمادها من قبل وزارة الصحة في الحكومة الشرعية.
وبحسب الوثائق، فإن ما قام به عميد الكلية تم بحالة من الكتمان والسرية الكبيرة، ولم يمر عبر نيابة شؤون الطلبة ولم يرد إليها من كنترول الكلية أي شيء بهذا الشأن.
الشهادات الصادرة مختومة بختم الجامعة تحت توقيع عميد الكلية الدكتور مختار الدميني وتوقيع رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور طارق المنصوب؛ تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن رئيس الجامعة هو الآخر طرف رئيس في هذة العملية.
وكُتب أسفل كل شهادة تم تزويرها للطلبة الذين لم يتخرجوا بعد؛ عبارة بأنه تم إصدار هذه الشهادة بناءً على طلب "الخريج"، متمنياً له التوفيق والسداد.
وبحسب التقرير المرفوع من قبل مسجل الكلية الأستاذ هاشم علي علوي إلى نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب، فقد طالب علوي بالكشف عن ما يتم من ابتزاز للطلبة والتأكد من مصداقية الفساد في هذه القضية، موضحاً أن إصدار شهادات تفوح منها رائحة الفساد والبيع والشراء تعد قضية كبيرة للجامعة.
وأكد علوي في تقريره، أن الوضع لا يزال على ما هو عليه، في إشارة إلى استمرار عميد الكلية بمساندة رئيس الجامعة ببيع شهادات الامتياز للطلبة، مطالباً نائب رئيس الجامعة باتخاذ الإجراءات اللازمة وبراءة أمام الله من أي فساد وإفساد في الجامعة، لكن رئيس الجامعة لم يبد أي تجاوب.
الجدير بالذكر أن شهادة الامتياز التي تم تزويرها وبيعها للطلاب لا يتم منحها للطالب إلا بعد تطبيق مدة التدريب اثني عشر شهراً بعد تخرجه من كلية طب الأسنان، وهي فترة إجبارية، يقضيها الطالب الخريج تحت التدريب على جميع التخصصات داخل عيادات الكلية بإشراف الأساتذة في كل تخصص، قبل أن يصبح طبيباً مؤهلاً بشهادة امتياز معتمدة، تجيز له ممارسة مهنـة طـب الأسنان.
وكشفت الوثائق أيضاً بأنها ليست المرة الأولى التي يقدم فيها عميد كلية طب الأسنان بجامعة إب على استلام مبالغ مالية من الطلاب يداً بيد.
حيث أفاد أحد عشر من طلبة النفقة الخاصة أنهم سلموا رسوم الدراسة المتأخرة عليهم يداً بيد لعميد الكلية بواقع ألف وثمانمائة دولار عن كل طالب، أصدر الدكتور الدميني على ضوئها أمراً باستكمال إجراءاتهم ومواصلة دراساتهم، لكنه لم يقم بتوريد أي رسوم استلمها من الطلاب.
وفي مذكرة أخرى تم رفعها من قبل مسجل الكلية إلى نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب بتاريخ 2020/9/18م والتي أوضح فيها أن عميد الكلية استلم يداً بيد مبلغ (19800) دولار إجمالي رسوم طلبة النفقة الخاصة البالغ عددهم (11) طالباً بمقدار (1800) دولار عن كل طالب، ولم يقم بتوريدها لحساب الكلية أو نيابة شئون الطلاب أو حساب الرسوم الحكومية.
حيث أفادت المصادر أن مسجل الكلية طالب في مذكرته رئاسة الجامعة عدة مرات وذكّرهم أكثر من مرة بالتواصل مع عميد الكلية لتوريد تلك المبالغ التي تصل إلى (19800) دولار أمريكي، لكنه لم يلق أي تجاوب.