"طريق النصر" يعيد وصل الساحل الغربي بثلاث محافظات ويفتح شرياناً اقتصادياً جديداً
- الساحل الغربي، تقرير/ عبدالصمد القاضي:
- 10:17 2025/12/17
يشق طريق النصر مساره من قلب مديرية حيس في الحديدة، مارًّا بسهل موزع في تعز وصولًا إلى رأس العارة في لحج، ليعيد رسم الجغرافيا الممزقة بخط اتصال جديد بين المحافظات المحررة.
ولسنوات طويلة، ظلّ السفر من حيس إلى عدن رحلة مرهقة تتطلب الالتفاف عبر ذو باب والمخا ورأس العارة، والانتظار الطويل في النقاط الجبلية الوعرة، ما ضاعف معاناة السكان ورفع تكلفة التنقل ونقل البضائع.
اليوم، تغيّر المشهد بصورة لافتة. فأعمال طريق النصر – المرحلة الثانية تُنجز بوتيرة عالية وغير مسبوقة، لتشق ثلاث محافظات بزمن لا يتجاوز الساعة، فاتحةً ممراً دوليًا سريعًا يصل البحرين الأحمر بالعربي، ويمنح التجمعات الصغيرة والمديريات الريفية فرصة حقيقية للنهوض من جديد.
مهندس المشروع سليم البدوي يقول للساحل الغربي، إن طريق النصر تضمن مرحلتين: المرحلة الأولى، من جبل النار إلى السقيا بطول 67 كم، اكتملت فيها أعمال الأسفلت والعبارات الصندوقية والأنبوبية.
المرحلة الثانية، من جبل النار إلى حيس بطول 62 كم، وتشهد تنفيذًا مكثفًا على مدار ورديتين يوميًا لتسريع الإنجاز.
وأضاف أنه رغم التحديات التي واجهت المشروع في بداياته، فقد تم تجاوزها وتنفيذ الأعمال وفق أعلى المواصفات الهندسية العالمية.
صوت شعبي
يقول أحد السائقين في خط موزع ـ حبس، "كنا نقطع المسافة هذه في ثلاث ساعات، والآن بالكاد ساعة. الطريق هذا بالنسبة لنا حياة جديدة، خصوصًا لمن عندهم مرضى أو أعمال ضرورية."
وتضيف امرأة من سكان الوازعية، كانت تنتظر الطريق منذ سنوات: "في الماضي كنا نخاف السفر… الطريق كان صعب وخطير. اليوم الوضع اختلف، وصار بإمكاننا نروح حيس وتعز بسهولة من دون معاناة."
ويعلق أحمد قدح مزارع من مناطق السهل: "أهم شيء بالنسبة لنا هو نقل المحاصيل. الطريق هذا سيوفر علينا مبالغ كبيرة، ويخلينا نوصل بضاعتنا بسرعة قبل ما تتلف."
أما أمجد القباطي، سائق شاحنة نقل فيقول: "في السابق كنا نضطر نمشي طرق التفافية طويلة ومكلفة. الآن اختصرت علينا الطريق، والديزل، والوقت. حتى الأجور نزلت."
وتحدث عامل في أحد مواقع العمل قائلاً: "الشغل مستمر ليل ونهار… ورديتين كاملات. الهدف أن الطريق يجهز قبل وقته، وكل يوم ننجز جزء كبير."
أهمية الطريق
يمثل طريق النصر شريانًا حيويًا يربط مديريات الساحل الغربي ببعضها، ويصل تعز بالحديدة عبر أقصر المسارات، بعيدًا عن مناطق الخطر.
كما يعزز الحركة العسكرية بين الساحل والباب والطور، ويرتبط بمسار اليمن الأكبر نحو تعز وإب والشقير وجنوب البلاد.
ويعيد الطريق الحياة للمناطق الزراعية الواسعة في موزع والوازعية والجراحي، ويخفض تكلفة نقل البضائع، ويُنعش الأسواق، ويعيد دمج المجتمعات الصغيرة بالمدن الكبرى.
الجدول الزمني المتوقّع للتسليم
وفق الخطة الزمنية الحالية، من المتوقع تسليم المشروع نهاية 2025، وفي حال وجود تمديدات قد يمتد الإنجاز إلى يناير 2026 كحد أقصى.
