إبراهيم من ذوي الهمم: الشاب الذي أعاد تعريف الصعوبات وأصبح مثالًا للإرادة والإلهام
تعز، الساحل الغربي، خاص:
قبل 16 ساعة و 32 دقيقة
في زمن التحديات والصعوبات التي خلفتها الأوضاع السائدة في اليمن، يثبت المواطنون قدرتهم على صنع المعجزات وتجسيد إرادتهم في مواجهة الأزمات.. ويأتي الشاب إبراهيم، من ذوي الهمم، كنموذج يُقتدى به ومثال بارز للكفاح والإصرار.
رغم إعاقته، لم يستسلم إبراهيم لظروفه، بل خاض معركة شخصية ضد الإعاقة ليحقق أحلامه، قائلاً: "وُلدت مع الإعاقة لكنني قهرتها"؛ بهذه الكلمات بدأ إبراهيم حديثه مع "الساحل الغربي"، ليؤكد أن الإرادة القوية قادرة على تجاوز المستحيل.
رحلة من المعاناة إلى الأمل
تقاسم إبراهيم وأخوه التوأم ذات الإعاقة الناتجة عن نقص الأكسجين عند الولادة، مما تسبب في ضمور الدماغ وشلل في الجزء السفلي من الجسد.. يقول إبراهيم: "خضعت لست عمليات جراحية، لكنها لم تكن كافية لأقف على قدمي؛ ومع ذلك، قررت بالإرادة والإصرار أن أعيش حياة طبيعية".
مسيرة التعليم رغم التحديات
بدأ إبراهيم رحلته التعليمية في سن الثامنة بالتحاقه بمدرسة للمعاقين حركيًا، حيث أكمل الصف السادس.. ورغم الإحباطات التي واجهها بعد انتقاله إلى مدرسة أخرى في تعز، حيث كان يُقال له مرارًا: "أنت معاق، ابحث عن مدرسة خاصة بالمعاقين"، إلا أن شغفه بالتعليم لم يتوقف، بل كان دافعًا للاستمرار.
الإعلام: الحلم الذي أصبح رسالة
اختار إبراهيم دراسة الإعلام، مؤمنًا بأنه أداة قوية للتغيير وقناة لإيصال صوت ذوي الهمم؛ يقول إبراهيم: "أردت أن أكون صوتًا لمن لا صوت لهم، وأن أُظهر للعالم أن الإعاقة ليست عائقًا، بل دافع لتحقيق المستحيل".
لم يكن الإعلام بالنسبة لإبراهيم مجرد تخصص دراسي، بل وسيلة لتحقيق رسالته في تسليط الضوء على قضايا ذوي الهمم ومشاركة قصص نجاحهم لإلهام الآخرين.
إرادة لا تعرف الاستسلام
رغم كل الصعوبات، ينظر إبراهيم إلى مستقبله بتفاؤل وثقة، قائلاً: "المستقبل لا يُنتظر، بل يُصنع بالإرادة والعمل؛ طريقي مليء بالتحديات، لكنني أعلم أنني قادر على تجاوزها".
إنجازات وطموحات مستمرة
إلى جانب دراسته للإعلام، عمل إبراهيم مع مبادرات شبابية عدة، منها المنتدى الشبابي ومنظمة "سياق"، وحصل على دبلوم في هندسة شبكات المايكروتيك ودبلوم الرخصة الدولية؛ كما أصبح مهتمًا بالقضايا الثقافية والسياسية والرياضية، مما يعكس تنوع اهتماماته وشغفه بالتعلم المستمر.
رسالة أمل وإلهام
يرى إبراهيم أن كل خطوة يحققها في حياته هي رسالة أمل لكل من يعتقد أن الإعاقة قد تقف عائقًا أمام تحقيق الأحلام، مؤكدًا: "كل إنجاز هو دليل على أننا قادرون على التغيير مهما كانت الظروف".
بالنسبة لإبراهيم، النجاح ليس نهاية الطريق، بل بداية لتحقيق المزيد، وطموحه المستمر يجعله نموذجًا يُحتذى به، ليس فقط لذوي الهمم، بل لكل من يواجه الصعوبات في حياته.