سوريا تفتح أبواب الانتصارات: هل تنتهز الشرعية الفرصة بعد سقوط الأسد؟
- الساحل الغربي - خاص
- 11:59 2024/12/08
سوريا، القلب النابض، البلد الذي طالما كان معقلًا للعروبة، تعرضت لأبشع صور الاستباحة السياسية والعسكرية على يد النظام السوري.. هذا النظام الذي باع سيادته كاملة للملالي في طهران، وتحوّل إلى مجرد دمية في يد الحرس الثوري الإيراني، ليصبح القصر الجمهوري السوري ”محطة استراحة“ للمخططات الإقليمية والدولية المتناقضة؛ بينما غرق الشعب السوري في مستنقع من الظلم والدمار، كانت سوريا تتلقى ضربات متتالية من القوى الخارجية التي لا يهمها سوى تحقيق مصالحها على حساب شعبها.
لكن، في لحظة فارقة، وعبر سنوات من القهر، سقط النظام السوري تحت ضربات المقاومة، التي أرسلت رسالة مدوية لكل من يظن أن الهيمنة الإيرانية لا يمكن تحديها.. هذا السقوط لم يكن مجرد هزيمة سياسية، بل كان زلزالًا يعيد رسم خارطة المنطقة؛ "من يظن أنه يستطيع بيع سيادته مقابل كرسي الحكم، فإن الانتفاضات الشعبية ستسحقه"؛ هذا هو الدرس الذي خرج به العالم من سوريا: الطغاة الذين يتخلون عن سيادتهم لن ينجوا، وسيصبح مصيرهم مشابهًا لمصير الأسد.
أما في اليمن، حيث يراقب الحوثيون ما جرى في سوريا، فإنهم اليوم يراهنون على حصان خاسر.. فمن كان يظن أن النظام السوري، الذي كان يُعتبر نموذجًا للصمود، سيهوي بهذه الطريقة؟ سقوط الأسد ليس مجرد نهاية لنظام، بل نهاية لأوهام الهيمنة الإيرانية التي كانت ركنًا أساسيًا في استراتيجية الحوثيين؛ "اليوم، أمامهم مرآة الواقع، ومصيرهم سيكون مشابهًا إذا استمروا في الرهان على طهران"؛ هذه ليست كلمات للتهويل، بل واقع يجب أن يدركه الحوثيون: لا مجال للهيمنة الطائفية التي تحاول عزل نفسها عن الشعوب.
النصر الذي تحقق ليس مجرد تحول سياسي لسوريا، بل هو فرصة استراتيجية لليمن.. هذا النصر يجب أن يُستلهم من قبل الحكومة الشرعية، ويجب أن يُنظر إليه كفرصة لاستكمال تحرير البلاد من قبضة الحوثيين؛ بعد استعادة سوريا من الهيمنة الإيرانية، أصبحت أبواب الأمل مشرعة أمام اليمن؛ وها هي ساعة التحرير تقترب من صنعاء؛ لكن السؤال الذي يظل معلقًا هو: هل ستتمكن الحكومة الشرعية من استغلال هذه الفرصة، أم سيغرقون في فوضى الخلافات الداخلية كما غرق النظام السوري في فخ الحسابات الضيقة؟
سقوط النظام السوري هو درس في الفهم السياسي السليم والانتهازية الحكيمة.. ما حدث في دمشق ليس فقط سقوط طاغية، بل هو إعلان نهاية لمشروع توسعي اعتمد على تحالفات هشة؛ واليوم، في اليمن، الفرصة موجودة، ولكن التاريخ لا يرحم من يضيع اللحظات المصيرية الحاسمة؛ الحوثيون ما زالوا يتشبثون بسراب دعم إيران، بينما المشهد الإقليمي يتغير بسرعة، ولا شيء ثابت إلا المتغيرات؛ التحدي الأكبر الآن هو ما إذا كانت الحكومة الشرعية قادرة على استغلال هذه الفرصة لتوجيه ضربة قاضية للحوثيين.
المرحلة القادمة تحمل الكثير من المفاجآت، وسقوط الأسد هو فقط بداية لتغيير جذري في الشرق الأوسط... الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع واضحة: إما أن تتعظ مليشيا الحوثي، أو سيكون مصيرهم، تمامًا كما كان مصير النظام السوري، وربما أشد بشاعة بكثير.