وسيطات السلام.. تجربة ملهمة لحنين الزكري في حل النزاعات وتعزيز التماسك الاجتماعي

  • الساحل الغربي، إلهام الفقي:
  • قبل 17 ساعة و 32 دقيقة

تخوض المرأة اليمنية معركة حقيقية على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، حيث برز دورها جليًا في المجتمع اليمني بالسلام والحرب.. ففي الحرب، تقف جنبًا إلى جنب مع الرجل في معركة استعادة الدولة والجمهورية، بينما تكرس جهودها في السلم لحل النزاعات وبناء السلام، وتعزيز تماسك النسيج الاجتماعي اليمني، والمساهمة في الحفاظ على الهوية الوطنية ووحدة المجتمع.
 
الشابة حنين الزكري مثال حي على هذا الدور، إذ عملت منذ بداية الحرب على حل النزاعات وبناء السلام، ساعية للحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي على مستوى الأفراد والمجتمع.
 
وفي تصريح لـ"الساحل الغربي"، أوضحت حنين أن النزاعات التي يعاني منها المجتمع اليمني ناتجة عن الانقسامات الداخلية التي خلفتها حرب مليشيا الحوثي، والتي أنعكست سلبًا على البلاد (عسكريًا واجتماعيًا وسياسيًا وفكريًا واقتصاديًا)؛ وأضافت أن هذه الانقسامات أدت إلى صراعات مجتمعية طالت الأفراد والأسر والمجتمعات بشكل عام.
 
وأشارت حنين إلى أن النزاعات القبلية تفاقمت مع الحرب نتيجة تصادم المجتمعات المضيفة مع النازحين، فضلًا عن الصراعات الناتجة عن الاختلافات الطائفية التي غذتها مليشيا الحوثي؛ وأوضحت أن المليشيا سعت إلى تعزيز خطاب الكراهية عبر المنابر، ما عمق الشرخ المجتمعي.
 
وأكدت الزكري أن الحرب كشفت عن تفاقم مشكلات الجوع والفقر، وفضحت الفاسدين، كما تسببت في انهيار الخدمات الأساسية؛ كما سلطت الضوء على ممارسات الحوثيين التي كرست الطائفية والمذهبية، وأجبرت الأطفال والشباب على التجنيد، ونشرت أفكارها القتالية عبر المساجد والمدارس والأنشطة الصيفية، وصولًا إلى المناهج الجامعية، ما جعل تأثيرها ينتشر كالفيروس.
 
وتطرقت حنين إلى تجربتها الشخصية قائلة: "من خلال عملي كوسيطة في مشروع المرأة والسلام، قمت بالتعامل مع العديد من القضايا التي تؤرق المجتمعات الريفية في تعز.. ومن أبرز هذه القضايا كانت مشكلة سوق الخضراوات بمدينة التربة، حيث تدخلت مع فريقي لتنظيم جلسات حوارية بين الأطراف المتنازعة؛ استطعنا التوصل إلى حلول مشتركة تقضي بنقل السوق من وسط الحي السكني إلى مكان مناسب يحقق الأمان للنساء والأطفال، ويخفف من الازدحام".
 
وفي ختام حديثها، وجهت حنين رسالة ملهمة للمرأة اليمنية، حثت فيها على التعلم وإكمال دراستها، والانخراط في الأنشطة المجتمعية والتنموية، والمشاركة الفاعلة في برامج حل النزاعات وبناء السلام؛ كما دعت النساء إلى تولي أدوارٍ قيادية في صنع القرار، والمساهمة في رسم السياسات العامة، ووضع خطط لإعادة بناء الدولة واستعادة هويتها.

ذات صلة