من الجحيم إلى مجهول: المهاجرون ضحايا آلة الموت الحوثية
- الساحل الغربي - خاص
- قبل 3 ساعة و 36 دقيقة
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل مليشيا الحوثي الدموي، أقدمت الأخيرة على قتل ثلاثة مهاجرين أفارقة وإصابة آخرين بجروح خطيرة أثناء فض اعتصام احتجاجي نظمته مجموعة من المهاجرين داخل أحد مقراتهم في صنعاء.. هؤلاء المهاجرون، الذين فروا من بؤس الحياة في أوطانهم بحثًا عن أمل في مستقبل أفضل، وجدوا أنفسهم أسرى لمليشيا طائفية لا تتوانى عن ارتكاب أبشع الجرائم ضد الإنسانية.
إصرار المهاجرين على رفض الانصياع لما كانت تفرضه عليهم مليشيا الحوثي من تجنيد قسري، كان كافيًا ليحول تجمعهم السلمي إلى مذبحة دامية؛ هؤلاء المهاجرون، الذين تم استقدامهم عنوة عبر شبكة تهريب واسعة، كانوا يأملون في حياة أفضل، إلا أن مليشيا الحوثي حولتهم إلى مجرد أدوات رخيصة في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
لكن القتل في صنعاء لم يكن نهاية المعاناة، بل كان جزءًا من معركة أوسع.. فبحسب تقارير حقوقية، تقوم مليشيا الحوثي باستغلال الظروف المعيشية المأساوية للمهاجرين، لتجعل منهم فريسة سهلة للانخراط في صفوفها تحت تهديدات التجويع والتعذيب النفسي؛ معسكرات الاحتجاز التي حولها الحوثيون إلى سجون لا تطاق، تأخذ في داخلها الأرواح، فالعوز والقسوة يضافان إلى مصيرهم المظلم.
وفي البحر، حيث كانت آمال المهاجرين تتلاشى بين الأمواج العاتية، تتوالى الأخبار عن فقدان مئات منهم في رحلة العودة للديار؛ منظمة الهجرة الدولية أكدت أن أكثر من 500 مهاجرًا لقوا حتفهم أو فُقدوا في البحر منذ بداية عام 2024؛ نتيجة الظروف القاسية التي يواجهها المهاجرون في اليمن.
المليشيا الحوثية، تواصل استغلال المهاجرين كأسلحة رخيصة، بل وتعاملهم معاملة العبيد، وتعرضهم لأبشع صور الانتهاك البشري؛ ومع كل يوم يمر، تتكشف أبعاد هذه الجرائم التي يجب أن لا تمر مرور الكرام.
ألم يَحِن الوقت لوقف هذه المجازر، والتأكيد على أن حياة البشر ليست رخيصة كما يتصور الحوثيون.