الخوداني: محاولات القتل لن تزيدنا إلا توحداً وعزيمة
- الساحل الغربي - خاص
- 12:13 2024/12/10
لحظات تنبثق منها شعلة الإرادة التي لا تنطفئ، في عمق مأرب، نجا الأستاذ كامل الخوداني، رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في محافظة إب، من محاولة اغتيال كانت تستهدف قلب المقاومة؛ ومعه، نجا الأمل، رغم أن رصاص الغدر نال من مرافقيه، فأصابهم بجراح عميقة، لتظل أرواحهم وقلوبهم تصرخ: "نحن هنا، في سبيل وطن لا يموت".
في هذا الهجوم الذي استهدف الرجال الذين يسطرون بدمائهم ملامح الحرية والانتصار، تأتي الكلمات لتنبض بالإصرار؛ هي محاولة اغتيال لم تكتفِ بالرصاص، بل سعت لقتل الروح الوطنية التي لا تعرف الاستسلام؛ لكن الخوداني، ومن معه، قالوا في وجه هذا الظلام: "لن تزيدنا هذه المحاولات إلا عزيمةً وصلابة"؛ فكان التضامن الشعبي والرسمي المساند لهم، من أبناء مأرب واليمن كافة، ومن القوى السياسية التي أتحدت، أروع جواب على همسات العدو المسمومة.
حقيقة، العزيمة التي أظهرها الخوداني بعد خروجه من المستشفى كانت أكثر صلابة من كل بندقية غادرة موجهة نحو مقاومته؛ قالها بصدق، بصوت ممتلئ بالعزم: "لن يزيدنا هذا إلا توحداً، ولن نعود إلى الوراء".
ولا يمكننا أن ننسى تلك اللحظة التي هبت فيها مأرب كلها، من شيخ إلى شاب، من قوي إلى ضعيف، ليؤكدوا أنهم جميعاً في خندق واحد، في مقاومة واحدة، في وجه الغدر الحوثي الذي لا يرى في اليمن إلا ساحة للقتل والدمار؛ لكن رغم الجراح، رغم الدماء التي سالت على الطريق إلى المستقبل، فإن الأمل يبقى عصياً على الهزيمة.
إن هذه الجريمة النكراء التي نفذتها يد الحوثي الإرهابية في الوقت الذي يشهد فيه الوطن لحظة تاريخية من التوحد بين القوى السياسية الوطنية، هي محاولة يائسة لضرب وحدة الصف الوطني الذي بدأ يتجذر في الأرض؛ إن الحوثي الذي لا يرى في اليمن إلا أداة لتنفيذ المشروع الإيراني، حاول بكل ما أوتي من قوة أن يعكر صفو هذا النصر المؤجل، لكنه فشل، وستبقى اليمن شامخة، ترفض الخضوع لأي قوى استعمارية، مهما كانت.
وتأتي الدعوات الرسمية والشعبية لتؤكد هذه الرسالة: "الدماء التي سالت لن تذهب سدى، بل هي وقود لغدٍ أفضل"؛ وأجهزة الأمن، كما وعدت، ستلاحق الجناة، وستدفعهم العدالة الثابتة إلى أقاصي الظلام حيث لا مكان للغدر.
ما شهدته مأرب اليوم ليس مجرد تصعيد في معركة، بل هو ملحمة من الصمود التي لن يطفئها رصاص، ولن يُجهِز عليها غدرٌ مدفوعٌ بتخطيط بعيد المدى؛ في النهاية، تبقى اليمن ثابتة، وقلوب رجالها أشد صلابة من أي وقت مضى، ليرتفع علمها عالياً في وجه طغاة العصر.
”الحرية قادمة، مهما طال الزمان“