تضييق الخناق على اليمنيات.. استنسخ الحوثي في صنعاء جرم الملالي في طهران

  • صنعاء/ تعز، الساحل الغربي، حسين الفضلي:
  • 08:19 2023/03/08

يوماً بعد آخر تتسع انتهاكات وإجراءات التضييق تجاه اليمنيات في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، لتفرض عليهن قيوداً دخيلة تسلبهن حرية العيش في كل مناحي الحياة.
 
هذه القيود والمضايقات مع بداية سيطرة المليشيات الحوثية على المدن والمحافظات اليمنية وبدأت في ممارستها تدريجياً ضد اليمنيات، بدءاً بمنع الناشطات من حرية التعبير عن آرائهن، حتى وصلت لمرحلة تضييق تام بعد ديسمبر 2017م لتشمل الملبس والتنقل والمشي وكل الخصوصيات.
 
خصصت مليشيا الحوثي جهازا عسكريا لقمع وإرهاب النساء اللاتي يخالفن قراراتها، ونسبت لهن تهما كيدية أبرزها مخالفة الفضيلة والتخابر والدعارة وغيرها.
 
 
أدعياء الفضيلة 
 
تعمل مليشيا الحوثي على بلورة قراراتها دينيا على نمط "راع للفضيلة" بالوكالة عن الله، وهي في الحقيقة بعيدة كل البعد عن الله والدين، هدفها من ذلك نشر أفكار دخيلة على المجتمع اليمني.
 
 
تقول فاطمة الهمداني (اسم مستعار لطالبة بكلية الإعلام في جامعة صنعاء)، "نتعرض للمضايقات بشكل يومي على كل شيء حتى اتخيل أنني أعيش بكابل، آخر مرة تعرضت للمضايقة قبل يومين، فبعد خروجي من الجامعة استوقفني شخص مسلح وكنت مع زميلاتي حيث منعي من لبس العباية التي أرتديها مجددا".
 
تضيف: "العباية التي كانت ترتديها طبيعية جدا ليس فيها أي عيب، لكن لونها ليس أسود". استوقفها المسلح بسبب ذلك وحذرها من لبسها مجددا وسألها عن مكان شرائه ليذهب إليه ويبتزه. 
 
 
وتروي فاطمة حادثة حصلت لزميلتها: "في أحد الأيام زميلتي كانت ترتدي عباية سوداء فيها ربطة خصر، طوال الطريق وهي تتعرض لمضايقات ومنع من قبل مسلحين يقولون إنهم يتبعون أمن العاصمة وهددوها بتقطيعه في المرة القادمة، حتى إن هناك مسلحين بزي مدني يجلسون في بوابة الجامعة لم تسلم منهم الطالبات.. يستوقفون أي طالبة لا تلبس أسود ويقولون إنها تخالف الشرع".
 
قوانين إيرانية في صنعاء
 
من جهته يقول أحمد محمد، أحد سكان محافظة صنعاء: "عايشين من زمان بأمان الله، نخرج ونمشي زي ما نشتي وبحسب عادتنا وموروثنا الشعبي والديني ولا أحد وصي علينا، لكن اليوم جاءت هذه الجماعة تطبق علينا قوانين وتشريعات إيرانية".
 
 
 
ويضيف أحمد إن "الأسر اليمنية التي تقبع تحت سلطة الكهنوت باتت تخاف الخروج من المنازل بسبب الإجراءات الحوثية التي تلازمهم حتى في دوام العمل من خلال مدونة السلوك الوظيفي التي تشترط أيضا اللباس الإيراني للنساء".
 
خصصت المليشيا الحوثية اجتماعا في العاشر وفي الثلاثين من يناير / كانون ثاني من العام الجاري في المركز الثقافي بصنعاء مع عدد من مُلاك محلات العبايات والخياطة النسائية من أجل تحديد ما أسموها ضوابط اللباس والتخلص من العبايات المخالفة للضوابط والشروط التي تم تحديدها من قبلهم.
 
 
وكلفت المليشيات مندوبين لتجميع ملاك محلات الخياطة والعبايات النسائية واخطارهم بالموعد من أجل مناقشة الضوابط معهم وآليتها في حضور عدد كبير من المسؤولين التابعين للمليشيات.
 
 
سجن وعقاب
 
وفي إطار تنفيذ ضوابط اللبس لليمنيات تزج المليشيات الحوثية بكل من تخالف هذه الضوابط في سجونها، كما تلفق لها تهما كمخالفة الشريعة الإسلامية وغيرها.
 
وتعد انتصار الحمادي أنموذجا تبرهن للعالم أجمع إرهاب المليشيات وتضييق الخناق وكبت الحريات لليمنيات أجمع. تم اعتقال انتصار لأنها تخالف ضوابط اللبس التي حددتها الجماعة ومن ثم لفقوا لها تهما كثيرة لتسجن وتصدر بحقها أحكام ظالمة.
 
لم تكن انتصار وحدها من تقبع في سجون المليشات الحوثية وإنما بجوارها كثيرات من المعتقلات السياسيات وغيرهن يذقن في تلك المعتقلات شتى أصناف التعذيب والتعنيف النفسي والجسدي، كما تروي الناجيات.
تقول المحامية والناشطة الحقوقية نبيلة، إن هذه الأعمال تخالف كل القوانين على المستويين المحلي والدولي، حيث تقمع مليشيا الحوثي المدنيين وترهبهم وتزج بهم في السجون.
 
وتضيف: القضاء في صنعاء ينفذ ما يملى عليه من قبل المليشيا ولا يجرؤ على مخالفتها، كما أنها تزور قضايا وتهما كيدية وتنسبها لكل من يخالفها.. وهذا مخالف لكل الأنظمة واللوائح القانونية ولا يمثل إلا المليشيات.
 
 
بهذا الخصوص يقول الدكتور محمد جميح سفير بلادنا لدى اليونسكو، إن الحوثيين يتناقضون في أفعالهم تجاه اليمنيات فهم يظهرون أنفسم أنهم حماة الفضيلة، لكنهم بالواقع يجرونهن إلى السجون ويجبرونهن على ممارسة الفظائع كما يجبرونهن على استغلال بعض القيادات السياسية والعسكرية ليضغطوا عليهم به. وهذا تناقض كبير في حد ذاته.
 
ويضيف جميح،: المليشيا الحوثية تمارس عمليات الخنق والتضييق على اليمنيات كاستنساخ حرفي للحالة الإيرانية.
 
لم تتوقف مضايقات المليشيات عند هذا الحد، لكنها تجاوزت كل المعايير الأخلاقية وصولا لمنع العوائل من الخروج بدون محرم ومنع التنزه على ضفاف السائلة بزعم الحرص على الالتزام بالآداب وعدم تقليد الغرب، الأمر الذي أثار سخرية واسعة.
 
تستمر حالة التضييق والكبت التي تتعرض لها اليمنيات في مناطق سيطرة الحوثي، وبين الفينة والأخرى تستحدث المليشيا قرارات جديدة تستنسخ من خلالها الوضع الإيراني لليمن.

ذات صلة