خروج "رسالة" سجينة إيرانية إلى العالم واليمنية "العميسي أسماء" لن تخرج إلا "جثة".. "من هناك جاء الحوثيون"

  • الساحل الغربي، عبدالملك النمري:
  • 04:48 2023/01/05

استطاعت سجينة إيرانية في الأربعينات من عمرها، الاثنين الماضي، نشر رسالة كتبتها في زنزانتها "الشبيهة بالجحيم" بمناسبة دخولها عامها الـ13 من الاعتقال والتغييب القسري عن العائلة والعالم ككل.
 
مريم أكبري منفرد، هذا هو اسمها، معتقلة في سجن إيفين الإيراني منذ عام 2009 بتهمة دعم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
 
في الرسالة التي سبقتها إلى الحرية، كتبت منفرد: "اعتبارًا من 29 ديسمبر 2022، مرت 13 عامًا منذ أن انفصلت عن ابنتي سارة البالغة من العمر أربع سنوات وابنتيَّ البالغتين من العمر 12 عامًا في منتصف الليل في ذلك الشتاء".
 
تلقي العالم لرسالة مريم تلك، تزامن مع تلقي المعتقلة "أسماء العميسي 32 عاما" تهديدا بالقتل خلف قضبان زنزانتها التي تتطابق، في الظروف، مع "جحيم مريم" لكنها في اليمن.
 
 
ففي يوم الأحد، أبلغ المحامي المعني بشؤون المعتقلين في سجون مليشيات الحوثي عبدالمجيد صبره، بأن السجينة "العميسي وسجينات أخريات يتعرضن للتهديد المستمر من قبل أم الكرار المروني، بأنهن لن يخرجن من السجن إلا "جنازة".
 
"حالة أسماء العميسي الصحية سيئة جداً جداً" أكد المحامي، موضحا أنها "تعاني من عدد من الأمراض كالذئبة الحمراء وأكياس تحتاج إلى عملية لاستئصالها (..) ونسبة الدم لديها 6 وهي نسبة متدنية جداً وخطيرة على حياتها".
ويوم الاثنين أدانت رابطة أمهات المختطفين "الإهمال الطبي الممنهج" من قبل الحوثيين ضد "العميسي" التي احتجزت في أكتوبر 2016 أثناء ما كانت في طريقها إلى صنعاء قادمة من حضرموت.
 
وتعود السجينة مريم بالذاكرة إلى ليلة اعتقال السلطات الإيرانية لها، كتبت وفق "إندبندنت" "دون إعطائي فرصة لتوديع أحبائي، أخذوني إلى سجن إيفين لإعطاء بعض التفسيرات، وقدموا وعدًا سخيفًا بأن "ستعود إلى أطفالك في الصباح".
 
"هذه ليست قصة من 4000 صفحة، ولكنها حقيقة نقية لحياة تحت سيطرة الفاشيين الذين فرضوها علينا بينما رفضنا الاستسلام. في هذا الجانب من القضبان، في صحراء التعذيب والقمع المظلمة، بقدر ما يمكن للمرء أن يرى -حتى في الأماكن التي لا يستطيع المرء أن يرى- هناك مجرد قسوة ووحشية"، أضافت.
 
"الوقائع تتشابه وتتطابق هنا وهناك، في صنعاء وطهران"، تقول للساحل الغربي ناشطة يمنية حقوقية تولت الترافع عن ناشطات يمنيات مختطفات في سجون الحوثيين.
 
تضامنت منفرد، في رسالتها، أيضًا مع المتظاهرين الذين يتظاهرون حاليًا ضد النظام الإيراني الذي فصلها عن أطفالها منذ اعتقالها، وقتل أشقاءها الثلاثة وشقيقتها.
 
وكتبت: "إلى بناتي وأبنائي، الذين يتجولون في الشوارع بشجاعة... أقول: إذا تم القبض عليك، فلا تثق بالمحققين ولو ذرة".
 
"إلى العائلات المكلومة... أقول إنني أشاركهم في حزنهم أيضًا. أمسك بأيديهم من هنا وأقف معهم جنبًا إلى جنب، أقوى من ذي قبل، من أجل العدالة".
 
أضافت: "مع أخبار كل احتجاج وكل انتفاضة، ومع شرارات هذه الشعلة المتمردة، تمتلئ قلوب النساء اللاتي يأملن في الحرية الوحيد هو كسر هذه البوابات الحديدية بالأمل".
 
واستأنفت مليشيات الحوثي هذا الأسبوع محاكمة الفنانة وعارضة الأزياء اليمنية انتصار الحمادي والتي تقضي بالسجن المركزي منذ اعتقالها في فبراير 2021 من أحد شوارع صنعاء. 
 
وإلى جانب العميسي والحمادي، اعتقلت مليشيات الحوثي 1714 امرأة يمنية خلال الفترة من 2014 وحتى 2022. بحسب ندوة نظمتها الرابطة الإنسانية للحقوق على هامش انعقاد الدورة الـ50 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف.

ذات صلة