تحليل عربي- أهداف إيران في معركة "حصار تعز" ومفاوضات فتح الطرق
- الساحل الغربي، أمجد قرشي:
- 06:44 2022/06/09
كلّ ما في الأمر، أنّ الحوثيين، وهم أداة إيرانيّة بامتياز، يستغلون الهدنة لإعادة تنظيم صفوفهم من جهة وكي تُفهم "الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران كلّ من يعنيه الأمر..
يخلص الكاتب والمهتم اللبناني بالشأن اليمني من أربعة عقود، إلى القول بأن "ثمة حاجة إلى معرفة ما الذي تريده إيران في اليمن"، والأهم من ذلك، "يبدو ضرورياً العمل على توسيع قاعدة الشرعية من جهة والاستعداد عسكريا من جهة أخرى بهدف إحداث تغيير على الأرض بدل بقاء دوران اليمن في حلقة مغلقة تزيد حال البؤس التي يعاني منها بؤسا."
ويقتنع خير الله خيرالله بأن "الكلام عن حل سياسي يظل من النوع الذي لا معنى له في غياب القدرة على معرفة ما الذي يريده الحوثيون وما تريده إيران. لا جواب عن مثل هذا السؤال في الوقت الراهن."
في تحليله/ مقاله المهم بعنوان "الحوثي لن يتغيّر من دون تغيير على الأرض"، يتطرق خير الله لبصمات ودور إيران في معركة ومفاوضات حصار تعز وفتح الطرقات، وقلما فعل آخرون ذلك.
وهو يؤكد، أنه "في ظلّ موازين القوى القائمة على الأرض، لا يمكن للحوثيين في اليمن دخول عملية سياسيّة تؤدي إلى الخروج من المأساة التي يعاني منها البلد. لا يزال باكرا الحديث عن مثل هذه العمليّة السياسيّة على الرغم من تمديد الهدنة شهرين آخرين. كلّ ما في الأمر، أنّ الحوثيين، وهم أداة إيرانيّة بامتياز، يستغلون الهدنة لإعادة تنظيم صفوفهم من جهة وكي تُفهم "الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران كلّ من يعنيه الأمر، من جهة أخرى، أنّ اليمن ورقة من أوراقها في المنطقة وأنّ على أميركا ودول المنطقة تقبّل ذلك."
ويرى الكاتب والمحلل السياسي العربي في نفس السياق، أن إيران أو "الجمهورية الإسلامية تسعى، عبر كسب الوقت، لتعزيز قبضتها على جزء من اليمن (شمال اليمن تحديدا)، خصوصا في صنعاء وميناء الحديدة وعلى قسم من تعز حيث لديها جيبها الحوثي."
إقرأ أيضاً:
- تقرير: حسابات عسكرية خلف رفض الحوثيين مقترحا معدلا بشأن تعز... تعزيزات تتدفق وتحذيرات من "هجوم مبيَّت"
- التفاف حوثي لمحاصرة مجلس القيادة الرئاسي في تعز !
- اليمن: لا نكره الأمم المتحدة.. لكنها تحب المليشيات!
ويستطرد بالقول إن إيران استطاعت، عبر الحوثيين، "عرقلة أي بحث جدّي في إعادة فتح الطرقات المؤدّية إلى تعز، عاصمة الوسط اليمني. هذا ما يفسّر مراوحة المفاوضات الدائرة في عمّان بين وفدي الشرعيّة والحوثيين مكانها باستثناء الاتفاق على تمديد الهدنة."
"يجعل مثل هذا الاتفاق المبعوث الأممي هانس غروندبرغ قادرا على القول إنّه نجح حيث فشل سلفه البريطاني مارتن غريفيث الذي وقف خلف اتفاق ستوكهولم أواخر العام 2018. اعتبر غريفيث اتفاق ستوكهولم بمثابة إنجاز إلى أن تبيّن مع مرور بعض الوقت أن ذلك ليس صحيحا."
"كان ذلك الاتفاق المتعلّق بميناء الحديدة دليلا على وجود قدرة كبيرة لدى الحوثيين على المناورة بمباركة الأمم المتحدة وتغطيتها. سهّل اتفاق ستوكهولم لهؤلاء إحكام سيطرتهم على الحديدة في وقت كانت قوات يمنيّة بقيادة طارق محمد عبدالله صالح، ابن شقيق علي عبدالله صالح، تمارس ضغوطا قويّة على (الحوثيين) في محيط مدينة الحديدة والميناء."
يقول خيرالله خير الله، إننا "نشهد حاليا مزيدا من المناورات الحوثيّة التي تقف وراءها إيران. تفرض هذه المناورات على غروندبرغ التنبّه إلى أنّ "الجمهوريّة الإسلاميّة" ليست في وارد دفع الحوثيين إلى أي مفاوضات جدّية تؤدي إلى تسوية في اليمن. ليس ما يجبر إيران على ذلك، خصوصا أن لا ضغوط عسكريّة على (الحوثيين) الذين يفضلون استمرار الوضع السائد إلى ما لا نهاية وذلك بغض النظر عن المآسي التي يتعرّض لها اليمنيون."
"في النهاية، لم يستكن الحوثيون ولم تخفّ عنجهيتهم إلّا بعد تعرّضهم لنكسة عسكرية في مأرب وشبوة على يد قوات العمالقة، وهي في معظمها جنوبيّة، في كانون الثاني – يناير الماضي."
وتبعا لذلك، "من يعتقد حاليا أنّهم صاروا مستعدين لدخول عملية سياسية ساذج إلى حد كبير. لن يتغيّر الحوثي من دون تغيير على الأرض ولا تغيير على الأرض من دون تهيئة سياسية أفضل للشرعيّة."