عذابات الأسرى في معتقلات الحوثيين: الذين قاتلوا معهم والذين قاتلوهم!
- كتب/ مفتاح الزوبة
- 01:36 2022/04/25
توق الأسرى للحرية لعنة على الحوثيين
طال الأمد بآلاف الأسرى والمعتقلين والمختطفين المرتقبين لحظة خروجهم من الأقبية والسجون والمعتقلات أحراراً في أحضان من لا يزال حياً من آبائهم وأمهاتهم ويحتضنون أبناءهم وبناتهم وأخواتهم تعبر خلالها الدموع عما في الجوانح من أشواق وآلام وأوجاع وأحزان.
آلاف العائلات اليمنية تعيش معاناة الحرمان من لم الشمل مع ذويها القابعين في الأَسر في ظل مخاوف استمرار تعنت الحوثيين والتي لم تستطع تبديدها تسريبات عن جهود مبذولة للمضي في إنجاز صفقة تبادل شاملة بين مختلف الأطراف.
خلال الأعوام الماضية طالعتنا المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي بعشرات الرسائل كتبها آباء يمنيون كرام وأمهات عزيزات مفجوعات يتوسلون قادة الحوثيين للبت في صفقة التبادل ليتسنى الإفراج عن ذويهم الأسرى لدى قوات الجيش والمقاومة الوطنية..
هؤلاء الآباء من قبائل يمنية عريقة لم يمنعهم كبرياؤهم عن تنميق عبارات الاستعطاف ونشرها لعلها ترق قلوب قادة المليشيا الذين غرروا بفلذات أكبادهم وزجوا بهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، لكن للأسف لا حفظ المساكين ماء وجوههم ولا وجدت كلماتهم أفئدة تشعر أو عقولاً تعي وتقدر أو حتى آذاناً تسمع.
وإذا كان هذا حال الحوثيين مع الأسرى من أبناء القبائل الذين قاتلوا في صفوفهم، فكيف هو حالهم مع الأسرى الذين في معتقلاتهم، باختصار تعذيب جسدي ونفسي وعقلي وحرمان من أبسط الحقوق مثل التواصل مع ذويهم أو إدخال أغطية وبطانيات في فصل الشتاء القارس أو حتى السماح بإدخال مستلزمات النظافة..
سألت أسيراً محرراً قبل عام عن أشد ما قاساه في معتقلات الحوثيين فأجاب: التعذيب الجسدي المبرح لم يؤلمني مثل التعذيب النفسي الذي برعوا فيه.. يتلاعب السجان برغباتنا التواقة للحرية فيقدم متهلل الوجه ببشارات كاذبة عن صدور قرارات الإفراج عن فلان نهاية الشهر القادم فيظل الأسير (الغريق المتمسك بقشة) يعد الساعات والدقائق واللحظات لا ينام الليل بانتظار ساعة الخلاص وفي اليوم المعلوم لا يأتي ذلك اللعين إلا بضحكات ساخرة لا غير، فيخر الأسير ثاوياً على فرشه الممزق لا يعي ما حوله لأسابيع من شدة الصدمة.
والحقيقة المُرة أنه في ظل عدم جدية المجتمع الدولي والأمم المتحدة في الضغط على الحوثيين لإنجاز هذا الملف الإنساني البحت، ستستمر معاناة الأسرى المثقلين بالآلام الحالمين باللحظة التي يغادر ما تبقى من أجسادهم وأرواحهم ورغباتهم في الحياة بوابات المعتقلات لتطأ أقدامهم الشوارع في طريقهم إلى الحرية.
وهنا يجب الإشادة بالمبادرة الشجاعة التي أطلقها المكتب السياسي للمقاومة الوطنية قبل أيام -للأسف لم يُسلط عليها الضوء بالشكل المطلوب- داعياً لإطلاق جميع الأسرى والمعتقلين والمختطفين والمخفيين قسرياً على مبدأ "الكل مقابل الكل" دون اشتراطات مسبقة.. نتمنى أن تجد هذه الدعوة تجاوباً من الحوثيين لإسعاد العائلات اليمنية المكلومة في هذا الشهر الفضيل.