استعدادًا لتهجير السلفيين في صنعاء.. داهمت مليشيا الحوثي عدداً من المساجد والمراكز العلمية

  • صنعاء، الساحل الغربي، خاص:
  • 05:43 2021/06/23

بعد أيام من مداهمتها لمسجد ومركز السنة، التابع للسلفيين، في منطقة سعوان شمالي العاصمة صنعاء، واعتقالها لعدد من القائمين على المسجد والمركز، من طلاب ومعلمين، واقتيادهم إلى أماكن مجهولة، فرضت مليشيا الحوثي الإرهابية، يوم الاثنين 21 يونيو/حزيران 2021، على من تبقى من القائمين على المركز شروطًا مجحفة لفتح المركز، قوبلت بالرفض من الأخيرين.
 
شروط لإعادة فتح مسجد سعوان
 
وأكد مصدر مطلع، أن مليشيا الحوثي أرسلت عصر الاثنين، لجنة إلى أحد القائمين على مركز السنة في سعوان، واشترطت اللجنة الحوثية شرطين، لإعادة فتح المركز والمسجد.
 
وأفاد المصدر أن الشرط الأول للمليشيا، هو منع الدروس العامة والخاصة، بما فيها حلقات القرآن الكريم، أو أي نشاط ثقافي، أو علمي، أو محاضرات، أو غيرها، والالتزام بتوجيهات المليشيا.
فيما تضمن الشرط الثاني، والمتعلق بخطب الجمعة، حيث طلبت المليشيا تسليمها إليها ابتداءً بخطبة الجمعة القادمة.
 
ووفقًا للمصدر، فإن القائمين على المسجد رفضوا تلك الشروط، حيث رد عليهم أحد المشايخ القائمين على المركز، قائلاً: "نحن طلبة علم ولا نستطيع الحياة بدون علم ولا نرضى بهذه التصرفات".
 
مضيفاً "إما أن تتركونا نطلب العلم كما هو الحال، وإما أن يكون لنا الأمان والضمان فنخرج من صنعاء وأرض الله واسعة، وخرجت لجنة المليشيا لإبلاغ قيادتها بذلك".
 
داعيًا الجميع إلى التكاتف مع أهلهم من جماعة السنة في صنعاء، وأن تتحد كلمتهم، ولا يجب أن يمنع على هذا ويؤذن لذاك من باب (فرِّق تسد)، فحال أهل السنة واحد، ومطلبهم واحد فإما أن يترك لأهل السنة شأنهم، ومساجدهم كما هو معروف عنهم، وعن مساجدهم قديمًا، وحديثًا على مرور الأيام بفتنها المدلهمة، وهي عامرة بالخير، والعلم، والسنة، وإن أبوا إلا تعطيلها، وأخذها فيؤذن لهم بالخروج، وأرض الله واسعة.
 
حملة متصاعدة
 
وكانت مليشيا الحوثي الإرهابية، قد داهمت، الخميس الماضي، مركز وجامع السنة، التابع للسلفيين، في منطقة سعوان شمالي العاصمة صنعاء، بأكثر من 100 مسلح من عناصرها، واعتقلت بعض القائمين على المسجد من طلاب ومعلمين، واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
 
كما اقتحمت المليشيا في اليوم ذاته، مسجد بشائر الخير في جدر ومسجد الفتح في حي شميلة، في العاصمة صنعاء.
 
ويوم السبت الماضي أغلقت المليشيا، ثلاثة مراكز للعلوم الشرعية، ومدرسة أبو بكر الصديق لتحفيظ القرآن الكريم في صنعاء.
 
وتعد مدرسة أبو بكر الصديق، الواقعة في حي الحصبة شمال صنعاء، آخر مدرسة غير طائفية لتحفيظ القرآن تغلقها المليشيا، مقابل افتتاح آلاف المراكز الدينية الحوثية المدعومة من إيران، لنشر الفكر الطائفي.
 
ويأتي هذا السعار الحوثي بعدما أصبحت هذه المساجد المعتدلة بديلًا لنسبة كبيرة من سكان العاصمة صنعاء للصلاة فيها، بعد أن فرضت المليشيا أئمة وخطباء تابعين لها، في عموم مساجد العاصمة.
 
ويرفض كثير من سكان العاصمة صنعاء أداء صلاة الجمعة في المساجد التي نصبت المليشيا فيها خطباء يروجون للفكر الإرهابي الطائفي، واكتفوا بالصلاة في بيوتهم أو الذهاب إلى هذه المساجد التي اقتحمتها المليشيا مؤخرًا. 
 
وفي أبريل/نيسان الماضي أقدمت عناصر تابعة لمليشيا الحوثي، على اقتحام مسجد النور في قرية عمد في مديرية سنحان بصنعاء، أثناء أداء المواطنين لصلاة التراويح.
 
وتأتي تلك الانتهاكات التي تمارسها المليشيا الحوثية في حق المساجد والمراكز العلمية، ضمن خطتها لتنفيذ المشروع الإيراني في اليمن، من خلال إحكام السيطرة على المساجد وفرض الخطاب الديني الطائفي في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
 
ولم يكن إغلاق واقتحام مليشيا الإرهاب الحوثية للمساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم في العاصمة صنعاء، إلا امتداداً لسلسلة من جرائم الفاشية الحوثية، منذ سنوات بحق الجماعات والمؤسسات الدينية، التي تختلف معها مذهبياً.
 
وبدأت مليشيا الحوثي سلسلة تفجير المساجد ودور الحديث، منذ أن كانت في كهوف مران بمحافظة صعدة، حيث فجرت دار الحديث في منطقة كتاف عام 2013، بعد عدوان شنته على القبائل المعارضة، أودى بمقتل 300 شخص وإصابة 500 آخرين، وتدمير 19 منزلًا، وتشريد 420 أسرة.
 
تضييق 
 
ومنذ انقلابها في سبتمبر 2014، وسيطرتها على العاصمة صنعاء وبعض المحافظات، بدأت المليشيا بتضييق الخناق على المؤسسات الدينية والفكرية، وأئمة المساجد والدعاة، وكل ما يخالف أفكارها الكهنوتية. 
 
وكشف تقرير حكومي عن تعرض 299 مسجداً في اليمن لعمليات تدمير ممنهج من قبل مليشيا الحوثي، منذ انقلابها على السلطة الشرعية عام 2014 وحتى 2017.
 
ووثق تقرير لبرنامج التواصل مع علماء اليمن تدمير مليشيا الحوثي 299 مسجداً بالكامل، بينما تعرض 24 مسجداً لأضرار بليغة، فيما حولت الميليشيات 146 مسجداً إلى "ثكنات عسكرية" في عدة محافظات.
 
ومع بداية 2018، أعلنت وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية إحصائية بالمساجد التي تعرضت للتفجير والقصف والنهب من قبل مليشيا الحوثي في الفترة من 2013 وحتى نهاية 2016، وبلغت 750 مسجداً، منها 282 مسجداً في العاصمة صنعاء، تليها محافظة صعدة بواقع 115 مسجداً، والبقية في مناطق متفرقة.

ذات صلة