عناصر من ميليشيات الحوثي في العراق... ما مهامها؟ ومن يدعمها؟
- سراج الدين الصعيدي*
- 10:56 2021/03/30
كشف مسؤولون عراقيون عن نشاط خفي لعناصر حركة الحوثي الإرهابية داخل العاصمة بغداد، لافتين إلى وجود مكاتب إعلامية سرّية تابعة للحركة تحمل أسماء تُبعد الشبهات عنها، فضلاً عن وجودها في معسكرات تابعة للفصائل المسلحة.
وقال المسؤولون الذين نقلت عنهم صحيفة "النهار العربي": إنّ "هناك مكاتب إعلامية تابعة للحركة، بل حتى مواقع إخبارية يديرها صحفيون يمنيون في بغداد"، مبينين أنّ "تلك المكاتب والمواقع الإخبارية الحوثية تحصل على تمويل من الفصائل المسلحة المقرّبة من إيران".
وتضمّ معسكرات تابعة للجماعات المسلحة العراقية سراً عناصر لحركة الحوثي، يخضعون للتدريب على الطائرات المسيّرة والأسلحة الحربية الأخرى، بحسب المسؤولين.
وفي تطور جديد يؤكد معلومات تواجد الحوثيين في العراق لفتح جبهة إيرانية جديدة لاستهداف المملكة العربية السعودية، كشفت صحيفة أمريكية أنّ طائرة مُسيّرة مفخخة أُطلِقت من جنوبي العراق واستهدفت مقر الديوان الملكي بالرياض، قبل نحو شهرين.
وكان التحالف الذي تقوده السعودية باليمن قد أكد في 23 كانون الثاني (يناير) الماضي، تصدِّيه لطائرة مُسيّرة مفخخة، قال إنّ الحوثيين أطلقوها من اليمن باتجاه المملكة، وهو ما نفته الميليشيا اليمنية في وقته.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في 19 شباط (فبراير) 2021، عن مصادر مطلعة، أنّ الطائرة أُطلِقت بالفعل من جنوبي العراق، وأنها استهدفت قصر اليمامة بالرياض، حيث مقر الديوان الملكي.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ جماعة "ألوية الوعد الحق" العراقية غير المعروفة تبنّت الهجوم على الرياض، ملمّحة إلى أنّ وراء الهجمات جماعة الحوثي الإرهابية، بالتعاون مع ميليشيات عراقية تابعة لإيران.
وبالفعل، كانت قناة "صابرين نيوز" التابعة لميليشيا "الوعد الحق" العراقية، قد أعلنت تبنّي الميليشيا العراقية الهجوم بشكل سريع لإبعاد التهم عن الحوثيين.
وبالتزامن مع تكثيف جماعة الحوثي هجماتها بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على السعودية، أشار تقرير لموقع "ناشيونال إنتريست" إلى وجود أسلحة كورية شمالية في ترسانة الجماعة التي وصفها بالـ"متطورة"، مؤكداً أنّ الميليشيات العراقية تملك الصواريخ ذاتها، وهي التي استهدفت بها قواعد تضمّ قوات أمريكية، وأنّ الطرفين تلقيا التدريبات عليها في العراق في المعسكرات التابعة للميليشيات الموالية لإيران.
ووفق ما أوردت "العربية" قبل أشهر، فقد أعطت إيران الضوء الأخضر لحزب الله لدعم الحوثيين، وذلك من ضمن سياستها التدخلية في دول المنطقة، فقدّم خبراته العسكرية لجماعة الحوثي بهدف قتال القوات الشرعية.
وشمل هذا الدعم التدريب العسكري في اليمن على أيدي خبراء من حزب الله، بالإضافة إلى تدريب عناصر حوثية في معسكرات في لبنان وسوريا والعراق.
ولم يتوقف الأمر عند التدريب والدعم العسكري، بل قامت الميليشيات العراقية الشيعية الموالية لها بالتظاهر في العاصمة بغداد تأييداً لتحركات جماعة الحوثي اليمنية واتجاهها نحو السيطرة على اليمن، واحتجاجاً على تحالف "عاصفة الحزم" الذي قادته السعودية مع عدة دول عربية بهدف وقف تقدّم الحوثيين.
ودعت للمظاهرات جماعات شيعية مسلحة تدعمها إيران، رفعت صور عبد الملك الحوثي، إضافة إلى رجال دين عراقيين وإيرانيين.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد نظّمت جهات سياسية وعسكرية لاحقاً حملات لجمع تبرعات مادية في عدد من مناطق العراق، وقد أوضح أبو علي الموسوي، الذي قاد حملة في بغداد، أنه جمع نحو 5 آلاف دولار أمريكي خلال 4 أيام، مضيفاً لـ"الجزيرة" أنّ "الحملة جاءت بسبب حاجة الحوثيين، وقدّمنا لهم ما يحتاجونه، في المحنة التي عاشوها، وما زالت مستمرة".
ومنذ اندلاع الأحداث في اليمن تظهر في بعض الأوساط العراقية مشاعر تعاطف مع الحوثيين، وتحدّث مراقبون عن أحزاب وشخصيات سياسية شيعية تحاول دعمهم بالأموال وبالتدريب العسكري، ولكن في الخفاء قدر الإمكان، وذلك لتجنب إثارة حساسية دول الخليج التي تحاول بغداد كسب ودّها بالتصدي لـتنظيم داعش، وخاصة السعودية التي تتزعم التحالف العربي ضد الحوثيين".
وكان ناشط في كتائب "حزب الله العراقي" قد أعلن في وقت سابق عن حملة جمع تبرعات للحوثيين، شملت أموالاً وملابس وتمّ إرسالها إليهم.
وزعم أنّ "التبرعات لم تصل إلى مبالغ كبيرة، وكان معظمها تبرعات عينية"، مضيفاً أنّ "وفداً حوثياً التقى في بغداد قبل أشهر قيادياً بكتائب "حزب الله العراقي"، وأعلن الأخير تقديم الدعم لهم للوقوف بوجه التحالف الذي شنّ الحرب عليهم".
وحسب الناشط بكتائب "حزب الله العراقي"، فإنّ "الأموال التي جُمعت للحوثيين أرسلت عبر شخصيات دينية على تواصل مع رجال دين حوثيين، وتربطهم علاقات إيجابية بولاية الفقيه في إيران".
من جهته، قال الخبير العراقي في شؤون الجماعات المسلحة إبراهيم الفهداوي، في تصريح صحفي سابق: إنّ دعم الميليشيات الطائفية للحوثيين ليس جديداً، وهو موقف ثابت، وقد تكرّر في أكثر من بلد عربي، ويقوم على أساس طائفي بحت، لأنّ هذه الميليشيات تحكمها دولة واحدة في إيران وسياسة واحدة، على حدّ قوله.
من جهته، قال المتخصص في الشؤون الأمنية العراقية وائل الشمري: إنّ العراق يؤوي ميليشيات تدعمها إيران في المنطقة ضدّ الدول المتحالفة مع أمريكا وغيرها، بل باتت تهدد حتى الاستثمار في المنطقة، ويؤكد الشمري "وجود تعاون مشترك بين الجماعات المسلحة العراقية والحوثيين على استهداف المواقع الحساسة في العاصمة الرياض".
ويُذكر أنه في آب (أغسطس) 2016 زار محمد عبد السلام، المتحدث باسم الحوثيين، العاصمة بغداد مع وفد يضم 7 أشخاص، وعقد لقاءً مع وزير خارجية العراق السابق إبراهيم الجعفري، ومسؤولين آخرين.
وبعد الزيارة بأيام، زار وفد حوثي بغداد، وعقد اجتماعات مختلفة مع قيادات وزعامات من الفصائل المسلحة، وما تزال الزيارات متكرّرة ومتبادلة سرّاً بين الميليشيات والحوثيين.
*المصدر: حفريات