قائد معركة صنعاء.. عن «طارق» الطلقة الأولى
- الساحل الغربي، كتب/ عبدالسلام القيسي:
- 12:48 2020/12/04
قلما وجدنا عينة بطولية تستطيع التواجد بظروف صنعاء باسم صنعاء الجمهورية بين قطيع الظلام ويؤسس ويعمل ويبجد ويعسجد الجماهير والمقاتلين ويلم المؤتمر بقطاعه الشبابي الذي هو الآن روح المقاومة الوطنية..
كان طارق قلب ديسمبر في صنعاء، وكان طارق من قبل ديسمبر خط الدفاع الأول للصالح وخط الهجوم عندما توجب الأمر، يقل كلامي كلما كتبت عن هذا الرجل الذي لم يخطر في بال أحد، وكان اسمه قبل ديسمبر يمر مرور الآخرين، في ذهن الشاهد، ثم أصبح الوسم الأول للمعركة من صنعاء إلى الساحل.
يندر أن تنبعث الرجال هكذا انبعاثة، هذه تفاصيل المواقيت، تدرك متى يتعالى الرجل ومتى يصمت، صمت طيلة حياته فالجمهورية تحتاجه أن يثابر فقط ولما سقطت توسعت روحه لتملأ آفاق المكان بجهد وجد كبيرين ومن قبل سقوط صنعاء وما بعدها ورغم التناقضات في المرحلة تلك وعدم جدية التحالفات كان طارق كابوس المليشيات، وتقول الحكاية كان عرّاب معركة دماج هو طارق.
من الجبل إلى الساحل؛ كان طارق
خافت المليشيات من طارق، الحكاية تقول إن طارق صالح كان يجند في صنعاء ولكن لمن، هل للحوثي؟ بالطبع لا، كان يعد العدة من داخل صنعاء أمام أعين المليشيات لاستعادة صنعاء بشكيمة منقطعة النظير.
وبشجاعة لا مثيل لها، بصنعاء يؤسس جمهوريتنا الثانية بروحية الزعيم صالح وبجده وكفاحه الكبيرين، ولما كاد ينجح بدأت المليشيات تريده.
يخبرني أحدهم أن العميد طارق صالح من قبل سقوط دماج كان هو الداعم الأول للسلفيين في دفاعهم عن أنفسهم بدماج، وأن الحوثي وجد أسلحة كثيرة من طارق صالح أرسلت لهم بينما كان الجيش اليمني محايداً، وهذه أول تهمة بالنسبة له لدى المليشيات وأول مكرمة قدمها العميد للوطن الجليل الكبير.
كان طارق صالح، القائد المغوار، والكاسر الجارح اليماني الباسل هو التكنيك الحقيقي للعمل الثوري بروح المكان والتكتيك النضالي باسم الناس من وسط الناس وقلما وجدنا عينة بطولية تستطيع التواجد بظروف صنعاء باسم صنعاء الجمهورية بين قطيع الظلام ويؤسس ويعمل ويبجد ويعسجد الجماهير والمقاتلين ويلم المؤتمر بقطاعه الشبابي الذي هو الآن روح المقاومة الوطنية، ولما تدافعت انتفاضة ديسمبر باستشهاد الزعيم صالح، ورفيقه عارف الزوكا، غادر الرجل صنعاء دون أن يعنينا ذلك من هول فجيعتنا بصالح ولكونه الرجل كان يعمل بجد دون ضجيج وقلنا: انتهت الجمهورية، ونمنا نومة المهان.
لكن، المعركة كانت لم تبدأ، صنعاء تزخرفت بتضحية صالح ورفيقه، ودماء العظمة في صنعاء تجذت بروح الطارق الذي ظهر فجأة في شبوة بسحنة أصيلة وبزيه الشعبي في عزاء الزوكا ويريد القول: من هنا حيث جثمان الوفي الأخير سوف أعاهدكم على الوفاء، هناك أيضاً حلت فيه روح عارف الزوكا كما اتحدت فيه روح صالح وتمثلت الثلاثية الجبارة باسم هو اسمه: طارق صالح.
وفي الساحل، تقافزن إليه المدن بشغف، مدينة مدينة، مدن الجبال ومدن السواحل، مدن الغمام، ومدن الغبار، مدن شكلت صفاً جمهورياً على مُثل ديسمبر، وأصبح طارق روح الزعيم، والزعيم حياة طارق، والوطن يجمع الميت بالحي ويعاليه إلى رجل فانتازي.
من ميدان إلى ميدان، يتراوح العميد طارق، من خندق إلى آخر وما بين الرصاصة والرصاصة يبزغ كل ثانية مع جنده وحراسنا الأشاوس هازئاً بكل صور البطولات الوهمية، ومؤكداً أن صنعاء هي البداية وهي نهاية المعركة.