لماذا يرفض الحوثيون السماح بتطعيم اليمنيين ضد كورونا؟
- صنعاء، الساحل الغربي، محمد عبدالقوي:
- 01:33 2021/05/31
يضطر مواطنون في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي للذهاب إلى إحدى المناطق اليمنية المحررة للحصول على اللقاح، خصوصا أولئك الذين يعملون في السعودية وتشترط السلطات شهادة تلقيح تثبت الحصول على جرعة التحصين ضد الفيروس. هذه مخاطرة كبيرة بالانتقال بين خطوط القتال والمناطق المتقطعة، علاوة على الكلفة الكبيرة. لكن عدد هؤلاء لا يكاد يذكر .
يفرض الحوثيون سيطرتهم على معظم محافظات شمال اليمن ذات الكثافة السكانية العالية وهنا تتركز غالبية القوة البشرية العاملة وكثير من المغتربين ينحدرون من هذه المناطق ويمنع المتمردون لقاحات كوفيد-19 عن اليمنيين.
إنهم لا يستطيعون الآن العودة ما لم يحصلوا على اللقاح. لكن الحوثيين رفضوا وصول اللقاحات المخصصة من منظمة الصحة العالمية أسوة ببقية المناطق اليمنية خارج سيطرة المليشيات.
يعاني هؤلاء متاعب لا حصر لها، سواء لدى عودتهم لقضاء الإجازات في اليمن أو عندما يحين موعد السفر مجددا. انت لا تتحدث عن سلطات ومؤسسات دولة مسؤولة تجاه مواطنيها وعلاقاتها مع العالم.
هذه المليشيات تديرها الفوضى وتدير الفوضى بعيدا عن أي التزامات ومواثيق وأعراف.
في بداية الجائحة تعامل الحوثيون مع فيروس كورونا الذي اجتاح وغير العالم بأسره باعتباره مجرد ذريعة للتدخل الخارجي وتهديد سلطاتهم وسيطرتهم على مناطق يمنية واسعة بما فيها العاصمة صنعاء.
الكثير من المفارقات والمآسي سجلت وحدثت خلال جولة التفشي الأولى. وأدار الانقلابيون الطوارئ الصحية بعقلية أمنية متخلفة ومتخاصمة مع العلم والمبادئ الأولية والأساسية للصحة العامة.
لا يزال الغموض يكتنف الكثير من الإجراءات والاستجابة الخاطئة للجائحة من قبل السلطات الخاضعة للمليشيات. مئات بل آلاف الوفيات لم يتم الإعلان عنها بينما واصل الحوثيون الإنكار وإجراءات أمنية رهيبة في التعامل مع المرضى.
فشلت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية في إقناع الانقلابيين الحوثيين بالسماح بوصول اللقاحات وبدء عملية التحصين في المرحلة الأولى. تهمل السلطات الحكومية الشرعية والنخب والإعلام تبني القضية وممارسة الضغط لتطعيم اليمنيين.
يقول مراقب إن الحوثيين يعتقدون كما كان الحال دائما أن هذه ذريعة أيضا للتدخل والاختراق. تشتغل برواج نظرية المؤامرة التي يغذيها خيال متطرف. إنهم لا يترددون عن إخبار تابعيهم وتلقين الناس بأن اللقاحات "مؤامرة" .
قال خطيب حوثي يتمتع بكم وافر من الجهل والادعاءات إن لقاح كوفيد-19 يقطع النسل وإن هناك مؤامرة لإصابة الرجال بالعقم (..). هذا ما يلقنون الناس، ولا يجد هؤلاء داعمين ومساندين. إن تطعيم اليمنيين أولوية على الجميع أن يتصدى لها الآن.
يتحرك العالم سريعا نحو تعميم التحصين وتلقيح العدد الأكبر من البشر والسكان، ويفرض الحوثيون حصارا مشددا على كثير من السكان في اليمن في ظل تساهل أو تجاهل أممي ودولي.
الرغبة في استدرار موافقة الحوثيين على التفاوض جعلت العالم يتنازل عن كثير من المبادئ والواجبات والحقوق الأساسية لليمنيين. يتراجع الاهتمام بالبشر وصحة السكان.
لقد حان الوقت للتوقف عن النفاق. التطعيم يجب أن يأخذ طريقه لليمنيين.