من الهامشِ إلى المتن: المقاومة الوطنية

07:15 2021/04/20

في هذا الشهر العظيم شهرِ رمضان المبارك الذي تتوالد فيه ذكريات النصر والتمكين واستعادة الأوطان، وإنَّ التوقيت يعدُ إشارة في ظل الذكرى السنويةِ الثالثةِ لتأسيسِ قوات المقاومةِ الوطنيةِ وإشهار المكتب السياسي، وهي فرصة لاستعراضِ جهودِ أبطال قوات المقاومةِ الوطنيةِ المبذولة خلالَ السنواتِ الثلاثِ الماضيةِ ممثلة برؤيةِ قائدها الملهم العميد/ طارق محمد عبدالله صالح والمتمثلةِ في استعادةِ الجمهورية وإنقاذ الوطن وانتزاعه من أيادي اللصوص قبل تحويلهِ إلى مستعمرة فارسيةٍ.. ودورهم المقدسِ في سبيلِ الذودِ عن الوطن والتصدي لميليشيات الكهنوتِ الحوثيةِ وكسر شوكتهم على امتدادِ الشريطِ الساحلي الغربي ومناطق متفرقة من وطننا الحبيب. 
 
وللإِنصَافِ فإنّ للمقاومة الوطنية في الساحل الغربي بطولاتها وتضحياتها ولها مواقفها المشرفة في معركة استعادة الوطن والجمهورية من قبضة الميليشيا الحوثية وتضييق الخناق عليها وتحركاتها الواعيةِ من أجلِ تأمين حركة الملاحة العالمية وقطع قنوات التواصل الداعمة للحوثيين بالأسلحة والطائراتِ المسيرة والحيلولة دون إغراق الشريط التهامي بالمخدرات والممنوعات، إضافة إلى الجهود المبذولة في سبِيل الانتصار للمظلومية الواقعة على أبناء تِهَامَةِ إلى غَيرِ ذلك من اللمسات الإِنسانية النبيلة المتمثلة في نزع الألغام على امتداد المديريات التهامية المحررة وكذلك مشاريع البر والإِحسان التي أسهمت إلى حد بعيد في التخفيف من معاناة التهاميين والامتزاج معهم في معركة الذود عن الوطن... أقدس المعارك وأصدقها على الإطلاق.
 
كانت تحركات قيادة قوات المقاومة الوطنية وفقَ رؤيةٍ وطنيةٍ صادقةٍ تقدم المصلحة العامة للوطن على كُلِّ المصالحِ والاعتباراتِ الشخصيةِ والولاءاتِ الضيقةِ؛ قيادة لم تتوانَ ولم تتراجع في سبيل استعادة الوطن مستسهلةً الصعب من أجل بلوغ المنى وتحققِ الحلم النبيلِ غير راضية بتقديم أي تنازلات على حسابِ الوطنِ حتى لو كان ثمنُ هذا الإصرارِ الوطني المزيد من عناءِ الأبناء خلف قضبانِ سجونِ الميليشياتِ الكهنوتيةِ الحوثيةِ فالوطنُ _ وحده _ أحقُّ بالتنازلاتِ من أجله في هذا التوقيتِ الحرجِ من تاريخِ اليمنِ الحديثِ. 
 
جهودٌ كثيرة لم تمْنح المقاومة الوطنية عليها إِنصافاً لائقاً ومقاماً محموداً في عيون العالمِ المنافقِ، ومن قالَ إنَّ أبطالُ قوات المقاومةِ الوطنيةِ وقيادتها ينتظرونَ ذلك؟ 
 
لكنَّ هذا التجاهل المتعمد هو السبب الأبرز وراء إيقاف التمدد العسكريِّ للمقاومةِ الوطنية والوقوف الدولي في طريق استكمالِ الحلم المشروعِ للمقاومة في استعادة الجمهورية اليمنية وتحرير بقِية المناطق الواقعة تحت قبضة الميليشيات الحوثية الكهنوتِية عبر ما عرف باتفاقيةِ أستوكهولم التي كانت بمثابة طعنة غادرةٍ في خاصِرةِ المقاومةِ الوطنِية وخاصرة كل الشرفاء من أبناء اليمن. 
 
ولكم كانت حكيمة القيادة السياسية لقوات المقاومة الوطنيةِ حين ارتأت أن يكون ردها على هذا التجاهل الأممي بـ إشهار المكتب السياسي حتى يكون الكيان الذي يوحد كل جهود الشرفاء لمواجهة الحوثيين وعصا موسى التي تبطل كل المؤامرات وحتى يكونَ اليدَ التي تقيلُ التعثراتِ وتلملم كل الطاقات الوطنيةِ وبما يتيح عقد تحالفات مع كل الفصائل والتنظيمات السياسية كما يمنح المقاومة الوطنية حق التفاوضِ دولِياً وتَعرِيفِ العالمِ بِعدالةِ قضاياها الأمر الذي يفوتُ عَلَى الحوثيين مواصلة تزييف الحقائق وادعاء المظلومِية الجوفاء بعد كل هزيمةٍ نكراء وصناعةِ تحولاتٍ واعيةٍ تؤكدُ وعي الانتقالِ من الهامشِ إلى متنِ صناعة القرارِ السياسيِّ. 
 
"ولتحررنَّ قوات المقاومةِ الوطنيةِ صنعاء وصعدة، فلنعمَ الجيش جيشها ولنعمَ القائدُ قائدها"..
 
هنيئاً لنا بكم وهنيئاً لكم ذِكراكم السنوية الثالثة للتأسيسِ.. وكل عام وأنتم والوطن بخير.