سلمى: اختطف الحوثيون أبي من تعز وغيبوه في صنعاء
- تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي - عبدالمالك محمد:
- 08:51 2021/03/09
عشرةُ أعيادٍ ومحمدُ لا يحتضن سلمى وأبناءهُ الثلاثة الآخرين أو يدسّ في كفوفهم الرقيقة "جعالة" وبعضاً من النقود، لقد انقضت خمسة أعوام على تمزيق الحوثيين الأسرة الصغيرة؛ ذلك منذ أن رموا الأب في زنزانة مجهولة وتركوا للأبناء وأمهم تقويماً منزوع الأعياد.
الأطفال الأربعة لا ينسون والدهم المخفي قسراً في سجون المليشيات، إنهم دائماً يرهقون والدتهم بالسؤال عن غيابه الطويل، أما في الأعياد فيلزمون باب المنزل أملاً في رؤيته يقترب تجاههم، مع ذلك قد تكون سلمى أكثرهم هشاشة، فوالدها غائب منذ كان عمرها العام وهي على الأرجح لا تتذكره.!
في 13 من أغسطس 2015 احتجِز محمد الصنوي (38 عاماً) في نقطة "الهنجر" التي نصبتها مليشيات الحوثي حينها على مدخل تعز الجنوبي، وقد كان عائداً إلى أسرته القاطنة داخل المدينة، قبل محمد ومعه وبعده تعرض مدنيون كثر للإهانة والتعسفات في تلك النقطة الحوثية، ومثله أيضاً اقتيد آخرون إلى وجهات مجهولة.
لا تعرف الأم بكامل تفاصيل اعتقال زوجها محمد، غير أنهم نقلوه بين أكثر من معتقل في تعز قبل نقله إلى صنعاء البعيدة، الأمر الذي صعّب عليها وأهله عملية البحث عنه للاطمئنان على صحته.
تروي لـ"الساحل الغربي": «اختطف وهو عائد إلينا بعد غياب، ابنتنا سلمى كانت حينها في العام الأول من عمرها، لقد أخفوه عن أطفاله منذ ذلك اليوم، أخذوه وحتى الآن لا نعرف عنه أي شيء».
طرقت الأم، كما تقول، كل الأبواب، لكن مناشدتها قُبلت بأذن حوثية صماء، ومع الانقطاع الكلي للأخبار واجهت هي وأهله مخاوف كثيرة بشأن وضعه النفسي والصحي، خصوصاً مع ارتفاع عدد ضحايا التعذيب في سجون المليشيا، في وقت لا يزال هو في قائمة المخفيين مجهولي المصير.
تضيف: «غاب عنا كل هذه المدة، لكنه عالق في ذاكرتنا وأحاديثنا تماماً مثل صورته المعلقة هناك على الحائط، أطفالي دائماً يطلبون مني تفسير أسباب غيابه، أنا نفسي لا أدري لماذا اعتقِل، كما أظن أن كذباتي لم تعد تنطلي عليهم».
تعيش الأسرة في حال ميسور، مع ذلك ليس الطعام القليل الذي تتناوله هو ما يبقيهم أحياء، كل ما في الأمر أنهم يعيشون على قيد الأمل، أمل أن محمداً سيعود ذات يوم «لا أريد أي شيء. أريد أن يعود محمد ويحضن أطفاله ليعوضهم أمان الأب، ويبعث الحياة فيهم، يكفي أن يكون موجوداً بيننا».
بمثل إصرار مليشيات الحوثي الإرهابية على اعتقال الصنوي وإخفائه عن أطفاله، لا يتوقف الأطفال بينهم الصغيرة سلمى عن الوقوف خلف نوافذ البيت في انتظار عودته، منذ خمس سنوات أصبح هذا روتينهم مع غروب شمس كل يوم.