«وجه الحوثي» مِنْ دمنة خدير إلى مخلاف والحيمة
- الساحل الغربي، عبدالسلام القيسي:
- 12:23 2021/02/26
سأحكي لكم القصة من بلادي تعز، لتتّضح صورة يوسف الفيشي، الذي يدعو للتصالح، وليتّضح لكم كذب وعودهم في كل مرَّة بكل مدينة وكل ريف.
أولاً: عن مخلاف
حافظت المخلاف على حياد البلدة، لا مع ولا ضد، وكان الذي يريد أن يتحوث أو يقاوم يغادر المخلاف التي تقع خلف الحوثي شمالاً بين خط الستين والعدين، وعاشت المخلاف بلا مشاكل أو قلاقل أو معارك أو ذرة حوثي.
سنة أولى، ثم ثانية وثالثة بالحرب المستعرة هذه، وفجأة بعد استشهاد صالح بدأ لعاب الجماعة يسيل على مخلاف، ليس لأن في مخلاف الثروات والنفط والغاز، بل لأن فيها كنزاً من الرجال، ولتأمن المليشيات من ظهرها، ولكن عجزت عن دخول مخلاف واقتحامها، فلا أحد كان يقبل منهم خطوتهم.
تحالقت المخلاف حول وثيقة شرف جمعت كل قبائل وأحزاب مخلاف أن لا يسمحوا للمليشيات دخول البلاد، وأن يمنعوا هجوماً مخلافياً، مهما كان، ضد الستين.
كان منصور اللكومي، مشرف المليشيات السابق في الحوبان، يقوم بدور الفيشي، ووافق على تلك الوثيقة، ولديه ابتسامة عريضة ينخدع لها كل الناس في تعز المحتلة، وخيل لهم موافقة المليشيات، ولم يدرك أحد نية جماعة الموت إعادة ضبط المصنع للبلاد بقلاقل وجرائم كثيرة لأجل المرور في مخلاف.
دعمت بعض القتلة، أوجدت جرائم شتى بين مخلاف والعدين، وبين المخلافي والمخلافي، وقالت لهذا اقتل هذا، ولذاك اقتل ذاك، وحوّلت البلاد إلى بؤرة للدم.. وهنا ظهرت الجماعة، كما تظهر كل مرة في كل معركة على مستوى مدينة أو قرية، تريد تطبيع الوضع، وطلبوا من العقلاء السماح بمرورهم فقط لأخذ المجرمين.
وقف المشايخ بالمنتصف، منتصف الحكاية، أغلب الذين لديهم السجل الدموي يتبعون الجماعة ويعجز أي شيخ عن مجابهتهم، ولو رفض العقلاء دخول الحملات فمعناه لدى المواطن البسيط الذي لا يؤمن بالمؤامرات وديدنه العفوية أن الكبار منحازون للدم والجريمة.
مرت المليشيات في الخط الأسود، وفجأة مرت الحملات الكبيرة، ثم فجأة بدأت القيادات تجيئ وتروح، وفجأة قسم شرطة في بني عون، ومن ثم نقاط في المخلاف، وقبل أيام يصرخون بالصرخة وسط مسجد الرحبة في الأحجور..
ثانياً: عن الحيمة .. للحوثية أكثر من وجه
كنت موجوداً هناك بعد معركة الحيمة الأولى في ديسبمر 2017، وبعد تنكيلهم بالحيمة وعجزهم عن البقاء فيها والتي لا تزال تهددهم، آنذاك، فطلب منصور اللكومي فقط حضور كل قيادات القتال من الصف الثاني بعد فرار الحربي إلى مدينة تعز، وشخطوا وجههم لهم بالعودة بنفس اليوم، وهي فقط دردشة.. وفعلاً حدث ذلك وراحت بعض قيادات الحيمة إلى الصالح ودردش معهم اللكومي بوجه حسن يسلب العقل، وعادوا وهم مستبشرون منه وهم لا يدركون، وأقصد أبناء الحيمة، آنذاك، أن مؤشرات معركة الساحل الغربي، بوجود طارق، قد بدأت تتشكل، ويخافون أي بؤرة للنضال، ونحن كنا أيضاً لا نعلم، ولكن ماذا حدث بعد أول توقف للمعركة في ستوكهولم؟ عادت المليشيات بعد عام للحيمة ونكلت بها أشد تنكيل، ومن ثم عادت قبل شهرين ونكلت بهم.
وجه الحوثية لا يؤتمَن
في كل مكان وجبهة تقدمت الجماعة على الوعود الكاذبة والاتفاقات التي تنجيها بحين الضعف فقط، ولتدرك ضعف المليشيات ولتستغل الفرصة، عليك أن توجه ضربتك القاضية لهم عندما يدعون للتصالح ومواثيق الشرف كما فعلوا مع الجميع من ساحة التغيير إلى قتلهم لكل مشايخ الطريق الأسود الذين مهدوا البلاد لهم.
ثالثاً: عن خدير والشوافي
لم يأمن الزنابيل من القيادات على أنفسهم، وهم الذين قدموا كل شيء، فما بالكم كيف يثق خصوم الحوثي بوعود تذهب مع الريح بعد الرضوخ، وللحكاية بقية في تعز بعد أول سنة من الحرب ومحمد منصور الشوافي، من كبار مشايخ تعز، ولديه ثأر مع بيت البرطي في خدير بمقتل شقيقه مدير عام المديرية قبل تنحي صالح وقد هدم الطيران كل منازل الشوافي، ومات العشرات في بيوته بإحداثيات كاذبة من فريق المقاومة على الأرض، وضحى بالكثير.. ولكن فجأة، والشوافي بكل جلاله في تعز الحوبان يصله خبر أن قوات الحوثي تحاصر قريته بالبلاد ومنعت دخول وايتات الماء.
آنذاك، كل مشايخ المؤتمر في تعز حسوا بالخطر، جمعوا عشرات.. عشرات.. وكل عرباتهم وخرجوا ناحية خدير يتقدمهم الشوافي إما سلم أو حرب، فما كان من المليشيات إلا أن رضخت بابتسامتهم المعهودة، خاصة أن صالح لا يزال حياً، واعتذروا بكل جميل عما حدث، وسحبوا مليشياتهم.. ولكن ماذا حدث؟
عاقبت المليشيات بعد صالح جميع مشايخ المؤتمر، أهانوهم، أقالوهم من مناصبهم، نهبوا أراضيهم، جرجروهم بين مكان ومكان من أجل أسير بريئ ومع عبده الجندي الذي رتب، آنذاك، الذهاب إلى خدير قتلوا مرافقه ببرود بعد استشهاد صالح بأيام، وكان لا يزال محافظاً باسمهم، وكان الجندي يتغدى في المطعم..
مرافقه الخاص أمام السيارة، وفجأة أقبلت سيارة مليشياوية أفرغت في صدره الرصاص، وبعد أيام شيعت كل القيادات الحوثية الفقيد المرافق له من ثلاجة إب إلى تعز وكالساحل الغربي، أن شيئاً ومجرماً وجريمة لم يحدث البتة..
حدث كل هذا من تضامن بسيط، للمؤتمر، مع الشوافي..
فهل يَصْدُقون مع مأرب؟
مأرب النفط والغاز والثروات والتاريخ والحضارة والقبائل يا هؤلاء، والعداء الذي يكنونه منذ القادسية وللقردعي ومن ثم لكل مأرب التي أحرقت كل أحلامهم منذ سنوات.. ما رأيكم؟