ثالث المخذولين الكبار.. حيمي تعز

10:19 2021/01/09

سكان قرى حيمة تعز أمسوا اليوم مخذولين بالمكشوف.. مثلما خذلت الشرعية قبائل آل عواض بمديرية ردمان في البيضاء التي جابهت ميليشيا الحوثي بعض الوقت بعد قتلها جهاد الأصبحي داخل بيتها في منطقة الطفة في مايو 2020.. ومثل الخذلان الكبير لقبائل حجور في حجة التي واصلت كفاحاً ضد الميليشيا الحوثية منذ فبراير 2019 حتى غلبتها تلك الميليشيا بدسائس الشرعية.
 
تتكون الحيمة من قرى متناثرة في مديرية التعزية.. الحيمة متاخمة للحوبان.. قريبة من مدينة تعز المزدحمة بألوية عسكرية كثيرة ومن كل صنف، وجماعات تعتبر نفسها مقاومة، ومحور عسكري، وميليشيا متعددة الهويات قدرت على ضرب لواء عسكري جبروتي مثل اللواء 35 الذي كان يقوده العميد الحمادي، وقدرت على اجتياح التربة وبعض مديريات الحجرية في يومين.. ومع ذلك لم تمد أهل الحيمة برصاصة أو خيمة أو كسرة خبز، ولم يستفزها التغول الحوثي على الحيميين المساكين، الذين يزودون تعز بمياه الشرب على حساب مزارعهم التي تحرق ميليشيا الحوثي الآن ما تبقى لهم منها.
 
جرد الحوثي لأهل قرى حيمة تعز حملة عسكرية شعواء مجنونة وانتقامية.. عشرات الآليات المسلحة، دبابات، مدرعات، مدافع، رشاشات، بنادق قنص، ومئات المقاتلين القساة الغشمان.. حملة هوجاء بدأوا أولى غاراتها فجر الثلاثاء الماضي، وما تزال مستمرة كالخذلان.. ومن كبر منكراتها أن الذي كلف بالإشراف على تنفيذها، تعزي ابن تعزي! إنه سليم مغلس القدسي الذي عينته السلطة الحوثية محافظاً لمحافظة تعز.. ولأنهم يدركون ما سوف يفعلون، قطعوا الاتصالات والانترنت عن الحيمة كي يفحشوا وعيون مدينة تعز مغمضة، وينتهكوا حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني بعيداً عن أنظار العالم.. فإلى يوم أمس، داهموا 41 بيتاً ونهبوها، وفجروا أربعاً منها، وقتلوا مالك أحدها وهو عزام الحيمي.. ومن يوم الثلاثاء إلى الجمعة فقط وثقت منظمة غير حكومية الفظائع التالية: قتلت ميليشيا الحوثي تسعة حيميين، أحدهم طفل يدعى أنور عبدالفتاح، وأخذت ثمانية أطفال رهائن، وقتلت امرأتين، وجرحت 7 أخريات، كما اعتقلت ثمانية وعشرين حيمياً وأخفتهم، وتسببت شظايا مدافعها بإصابة أحد عشر حيمياً، وبمفجراتها نسفت أربع بيوت أمسى أهلها مشردين ودون مأوى.
 
ومن حماقة القدسي المغلس أنه وضع خطة بالغلس لمحو آثار العدوان، أو تبرير القتل والسحل والتمثيل بجثث الضحايا والاعتقال والخطف والتشريد وحرق المزارع.. يحسب المغلس أنه ذكي، حين يجمع بعض الخائفين ويخلطهم مع بعض رجال الميليشيا، ثم يعلمهم كيف يقومون بدور ممثلين، في تمثيلية تأييد الحملة، وكيف استطاعت ميليشيا الحوثي التنكيل بتنظيمي القاعدة وداعش في حيمة تعز.. لكن الممثلين لم يتقنوا أدوارهم الغدرة.
 
إن محور تعز، والألوية العسكرية في تعز، ومجموعات المقاومة في تعز، كل هذه خذلت حيمة تعز وسكانها.. وبدلاً من القول نحن هنا، تحال المسئولية إلى الغائبين.. نداء إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان.. نناشد مارتن غريفيثس.. نطالب المحامين.. حتى الحكومة الجديدة في عدن ممثلة بوزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان، اكتفت ببيان قالت فيه إنها (وهي تدين بأشد الكلمات قسوة..) تدعو التحالف العربي والجيش الوطني للقيام بمسؤولياتها!